أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن المملكة العربية السعودية من الدول المؤسسة للأمم المتحدة وتقوم بدور ريادي لعلاقتها مع المنظمة والمؤسسات التابعة لها.
وقال في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس في مقر وزارة الخارجية في الرياض امس أنه بحث مع الأمين العام للأمم المتحدة مجمل الأوضاع في المنطقة ومنها إيجاد السبل لإخراج سوريا من المآسي التي تعيشها تطبيقا لإعلان جنيف 1 وقرار مجلس الأمن 2254 والأوضاع في اليمن, وفي لبيبا, وتدخلات إيران في شؤون دول المنطقة وموضوع الروهينجا وكيفية تقديم الدعم اللازم لهم إلى جانب علاقة المملكة مع الأمم المتحدة بشكل عام وسبل تعزيزها في جميع المجالات .
وأوضح الجبير أنه جرى كذلك التباحث في موضوع وكالة الأمم المتحدة للإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الانروا" , لافتًا النظر إلى الدعم الذي قدمته المملكة مؤخراً بمبلغ 50 مليون دولار أمريكي وأعلن عنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود خلال القمة العربية الـ29 لهذه المنظمة التي تهتم بشؤون اللاجئين الفلسطينيين .
وفي سؤال لوزير الخارجية حول وجود قوة عسكرية من الدول العربية سيتم استبدالها بالوجود العسكري للولايات المتحدة في سوريا ومساهمات مالية من دول الخليج قال إن هناك نقاشات مع الولايات المتحدة منذ بداية هذه السنة, وفيما يتعلق بإرسال القوات الى سوريا قدمنا مقترحا إلى إدارة أوباما أنه إذا كانت الولايات المتحدة سترسل قوات فإن المملكة ستفكر كذلك مع بعض الدول الأخرى في إرسال قوات كجزء من هذا التحالف والفكرة ليست فكرة جديدة لدينا كذلك مقترحات لأعضاء من دول التحالف الاسلامي لمكافحة الارهاب في السنة الماضية لإدارة أوباما وأجرينا كذلك نقاشات مع الولايات المتحدة حول ذلك وإدارة أوباما في النهاية لم تتخذ إجراء بخصوص هذا المقترح .
من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة " إن هذه الزيارة جاءت لحضور افتتاح مركز مكافحة الإرهاب والذي لن يكون فاعلا بدون الدعم من المملكة العربية السعودية وهو ما سمح للمركز أن يكون مؤسسة ذات قيمة كبيرة عالمية وهذا يبرر أن هنالك ممثلين من دول عديدة من العالم بالأخص الدول الخمس الأعضاء من مجلس الأمن يتواجدون اليوم هنا في الرياض وهو عنوان لنجاح هذا المركز " .
وقال : " إن المركز هدفه دعم الدول الأعضاء في تطوير كفاءاتهم وقدراتهم على مكافحة الإرهاب وعلى مواجهة الدعاية الإعلامية لمكافحة الفكر المتطرف فالمركز لم يصل إلى ما وصل إليه من العالمية بدون الدعم والمساهمة من جانب المملكة العربية السعودية التي قدمت الركن الأساسي من أعمال المركز ومنها إسهامات بنصف مليار دولار لخطط المساعدات الإنسانية في اليمن وأيضا يقابلها قدر معادل من الإمارات العربية المتحدة ومن الكويت مما جعلنا نمتلك قدرات فاعلة أكثر لمواجهة وتلبية احتياجات الشعب اليمني في الظروف الصعبة التي يمرون بها وتعرفونها, والإسهام الثاني هو 50 مليون دولار أعلن عنها للأونروا التي واجهت عجزا كبيرا في التمويل لم يسمح لها بتلبية الاحتياجات الأساسية الكبيرة للاجئين الفلسطينيين والمدراس لتبقى أبوابها مفتوحة والمستشفيات تستمر تعمل لدعم الأسر التي تعاني من الأزمات والاستجابة للطوارئ لإغاثة الشعب الفلسطيني ولدول أخرى مثل سوريا وغزة وقد استفادت كثيرا بفضل هذه التبرعات الكريمة " .
وأثنى الأمين العام للأمم المتحدة على جهود مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في إعادة تعليم الأطفال الذين استخدمتهم المليشيات الحوثية جنوداً في الصراعات الذي يعد خرقاً للقوانين الدولية وإتاحة الفرص أمامهم أن يحصلوا على تعليم جيد وأن يندمجوا بشكل جيد في المجتمع.
وفي سؤال عن الحل السياسي في المنطقة خاصة في سوريا ، قال الأمين العام : " إنه من الضروري إعادة مفاوضات جنيف وأن يكون هناك مفاوضات بين ممثل للحكومة وممثل للمعارضة ، وأن تقوم المملكة العربية السعودية بدور كبير قبل توجه المعارضة لجنيف فمن الضروري استعادة الحوار فلا يوجد حل عسكري في سوريا الحل سياسي " .
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة حرص الأمم المتحدة على إرسال خبراء منظمة منع انشار الأسلحة الكيميائية إلى دوما في أقرب وقت مشيراً إلى أن ما حدث سيتبعه تحقيق مستقل معربا عن أمله أن يكون لهم وضع يسمع لهم وأن تكون التحقيقات فاعلة ويلزم الحكومة السورية بأن تقوم بتسهيل عملهم بدون قيود ليقوموا بعملهم بشكل صحيح .
