لطالما ظل سكان أيسلندا يتندرون على ظاهرة الاحتباس الحراري ويقولون إنه أمر يتطلعون إليه نظرا للظروف المناخية شديدة البرودة على هذه الجزيرة شديدة البرودة، لكن بحسب رئيس البلاد فإن الكتل والأنهار الجليدية آخذة في الذوبان بسرعة قياسية لدرجة جعلت المزحة نفسها تخلع عنها بعضا من رداء الهزل.
وقال الرئيس جودني يوهانسون إن ارتفاع درجة حرارة المحيطات حول القطب الشمالي تضر بالتنوع الحيوي وبالثروة السمكية ويتسبب في تحمض بالمناطق الشمالية من العالم، مما يفرض على دول مثل أيسلندا التأقلم مع واقع جديد.
وأبلغ يوهانسون مؤسسة تومسون رويترز خلال مقابلة قائلا ”المزحة الشائعة في أيسلندا هي أن تقول في هذه الجزيرة الباردة المطيرة التي تجتاحها الرياح إن الاحتباس الحراري أمر يجب أن يكون من دواعي سرورنا، لكن الأمر لم يعد مثيرا للضحك.
”التغير المناخي يؤثر علينا جميعا في هذا العالم، لكن يمكنك أن ترى التداعيات على وجه الخصوص في المناطق الشمالية. الغطاء الجليدي حول القطب الشمالي يذوب بمعدلات قياسية ودرجة حرارة المحيطات هناك ترتفع“.
على الجانب الآخر، قد يحقق التغير المناخي بعض المنافع الاقتصادية للبلد الذي يبلغ تعداد سكانه 340 ألف نسمة فقط، والذي قد يصبح مركزا طبيعيا للتجارة إذا ما فُتحت مسارات جديدة من آسيا إلى المحيط الأطلسي نتيجة لذوبان الجليد في المنطقة القطبية الشمالية.
وقال يوهانسون ”حقيقة أن الجليد في الشمال يذوب ليست مدعاة للهزل (لكن) الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أنه أينما كان يوجد جليد سيصبح ممرا مائيا حرا... من يعرف! لربما مع مرور هذا القرن نرى زيادة في الحركة عبر القطب الشمالي تكون أيسلندا مركزا لها“.
كان يوهانسون يتحدث على هامش القمة العالمية للمحيطات في منتجع بلايا ديل كارمن المكسيكي يوم الجمعة حيث التقى خبراء في البيئة وساسة وقادة أعمال لمناقشة كيفية تحسين حالة المحيطات.