واكبت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية الانتصارات العسكرية لقوات التحالف العربي في اليمن خلال فبراير الماضي، عبر استراتيجية تدخل إنساني سريع لإعادة الحياة في المناطق المحررة للتخفيف من معاناة الأهالي، ونجدتهم بعد الويلات التي تعرضوا لها على يد الميليشيات الحوثية الإيرانية.
يأتي ذلك وسط إشادات بالدور الريادي الذي لعبته «الهيئة» في بناء مؤسسات الدولة اليمنية والتي استعادت إلى حد كبير أدوارها التنفيذية في الداخل اليمني.
وقال عبد الرقيب فتح وزير الإدارة المحلية اليمني ورئيس اللجنة العليا للإغاثة، إن «الإمارات تقدم نموذجاً يزاوج بين العمل العسكري ضد الميليشيات الإرهابية المتمثلة في ميليشيات الحوثي الإيرانية وتنظيم القاعدة من جهة وعمليات إعادة بناء مؤسسات الدولة من جهة أخرى».
وأضاف أنه وعلى الرغم من استمرار العمليات العسكرية في العديد من الجبهات والتهديدات الأمنية والأوضاع السياسية بالغة التعقيد، إلا أن الإمارات واصلت العمل على تعزيز دور المؤسسات اليمنية، ورفدها بكل ما يلزم لأداء مهامها على الوجه الأكمل.وأشار وزير الإدارة المحلية في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات «وام» إلى أن تلك الاستراتيجية تؤكد الأهداف النبيلة التي انطلقت لأجلها عاصفة الحزم وإعادة الأمل بقيادة المملكة العربية السعودية، وبمشاركة فاعلة من دولة الإمارات.وقال: «انعكست الاستراتيجية الإماراتية على العديد من القطاعات في اليمن»، مشيراً إلى أن الاستفادة الأهم جاءت على مستوى تعزيز قدرات الجيش اليمني، واستكمال بناء القوى الأمنية، وتعزيز أدوارها، إضافة إلى رفد مؤسسات التعليم والصحة والبنى التحتية وملف الإغاثة، خصوصاً في المناطق حديثة التحرير والتي شكل تحدياً حقيقياً نجحت الإمارات بشكل مبهر.
وواصلت «الهيئة» خلال شهر فبراير الماضي تنفيذ برامجها التنموية في المناطق المحررة باليمن والتي شملت قطاعات الصحة والتعليم والبنى التحتية بهدف تحسين الظروف المعيشية للشعب اليمني.
وبلغت قيمة المساعدات والبرامج والمشاريع التي نفذتها «الهيئة» في اليمن منذ مارس 2015 وحتى الآن ملياراً و574 مليوناً و907 آلاف درهم، استفادت منها 10 محافظات يمنية.
وحظي القطاع الصحي في اليمن بدعم غير محدود من قبل هيئة الهلال الأحمر الإماراتية خلال الشهر الماضي، حيث وزعت «الهيئة» بالتنسيق والتعاون مع منظمة الصحة العالمية، مساعدات ومستلزمات طبية على 20 مركزاً صحياً في 10 محافظات يمنية.
وزودت «الهيئة» مستشفى الكلى التخصصي الخيري لجراحة الكلى والمسالك البولية بمدينة عزان ومراكز غسيل الكلى في كل من عزان وعتق وبيحان بمحافظة شبوة بـ36 ألف لتر من وقود الديزل لتلبية احتياجات تشغيل مولدات الطاقة الكهربائية الخاصة بهذه المنشآت الطبية.
وفي المكلا، حرص فريق «الهيئة» على زيارة الأطفال المصابين بمرض السرطان، ومتابعة تلقيهم العلاج في مركز حضرموت للأورام، ووقعت «الهيئة» اتفاقية عمل لتجهيز صالة الاستقبال والانتظار الرئيسة بمركز الربوة الصحي بمدينة المكلا، إضافة إلى تسليمه جهازي سونار وcbc لتقديم مستوى أفضل من الخدمات الصحية للمواطنين اليمنيين مجاناً.
وفي قطاع البنية التحتية، تابعت «الهيئة» جهودها الحثيثة في دعم مشاريع إعادة الإعمار وتطوير واستحداث مشاريع البنى التحتية الأساسية في اليمن التي دُمرت بفعل الحرب التي يشنها الحوثيون الانقلابيون.
وشهد شهر فبراير وصول لجنة إماراتية خاصة بالطاقة الكهربائية محافظة حضرموت لتفقد محطات التوليد الرئيسة فيها وتقييم وضع الطاقة وتقديم الدعم اللازم لضمان إمدادات كهربائية مستدامة طوال العام.
وأبرمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية اتفاقية لترميم وصيانة مبنى جمعية تنمية المرأة بمديرية عتق عاصمة محافظة شبوة اليمنية، في إطار حرصها على دعم القطاعات الخدمية والإنسانية بالمحافظة.
ودشنت «الهيئة» مشروع مياه في منطقة العند بمديرية تبن محافظة لحج، يستفيد منه 10 آلاف أسرة، وتضمن المشروع مد شبكة أنابيب بطول 9 كم، وتوفير مضخة غاطس ومنظومة طاقة شمسية تولد 26 كيلو وات، وتأهيل الخزان العام بسعة 30 ألف جالون، وواصلت «الهيئة» جهودها في دعم قطاع التعليم باليمن خلال شهر فبراير، حيث وقعت اتفاقية لبناء وتشييد مبنى ثانوية مدينة الحوطة وضواحيها بمديرية ميفعة في محافظة شبوة اليمنية استمراراً للدعم الذي تقدمه لقطاع التعليم في المحافظة.
وافتتحت «الهيئة» مدرسة الكودة للتعليم الأساسي في مديرية تريم بمحافظة حضرموت بعد إعادة ترميمها وتأهيلها كما وزعت آلاف الحقائب، إضافة إلى المستلزمات المدرسية على طلاب وطالبات مدارس مديرية الخوخة الواقعة على الساحل الغربي لليمن.