رصد هوائي مثبت في الأرض بغرب أستراليا يشبه طاولة العشاء، أدلة على أول نجوم معروفة أضاءت الكون الذي غلفه الظلام بعد تشكله في الانفجار الكبير.
وقال علماء يوم امس الأربعاء إن الهوائي رصد علامات على غاز الهيدروجين تشير إلى وجود النجوم بعد نحو 180 مليون عام من الانفجار الكبير قبل 13.8 مليار عام، حين كان عمر الكون يمثل أقل من اثنين في المئة من عمره الحالي.
وفي ذلك الحين كان الهيدروجين العنصر الأكثر شيوعا ولا يزال حتى الآن. وفي حين أن تلك النجوم الأولى لم يتسن ملاحظتها مباشرة فإن الأشعة فوق البنفسجية التي أصدرتها غيرت خصائص غاز الهيدروجين المحيط بها، وهو ما أدى إلى امتصاص الأوكسجين لموجات الراديو المنبعثة من الانفجار الكبير وأتاح رصدها.
وقال عالم الكونيات بجامعة ولاية أريزونا، جاد بومان، إن الملاحظات تؤكد توقعات تخص توقيت ظهور أول مجموعة من النجوم.
وأضاف بومان أن هذه النجوم تختلف كثيرا عن تلك الموجودة في يومنا هذا، لأنها تشكلت من غاز بدائي تكون بعد الانفجار الكبير.
وقال: "كان هذا الغاز يتكون بالكامل تقريبا من الهيدروجين والهيليوم.. وعلى النقيض فإن كل النجوم فيما بعد تكونت من غاز خصبته عناصر أثقل في الجدول الدوري مثل الكربون والأكسجين. من المتوقع أن النجوم الأولى كانت ضخمة جدا وقصيرة العمر وزرقاء اللون".
وأوضح أن هذه النتائج لا تستبعد أن بعض النجوم ربما تكونت في مرحلة أسبق على هذه، مضيفا: "لا نستطيع أن نحدد على وجه الدقة متى تكونت النجوم الأولى لكننا نعلم الآن أن هذا كان بعد 180 عاما" من الانفجار الكبير.
ورجحت موجات الراديو احتمال أن برودة الكون كانت ضعفي ما كان يعتقد سابقا وأن درجة الحرارة كانت 270 تحت الصفر.
واستقى البحث تمويله من مؤسسة العلوم الوطنية الأميركية واستخدم فيه الباحثون جهاز مقياس الطيف في مرصد مورتشيسون الفلكي بولاية استراليا الغربية. ونشر البحث في دورية نيتشر.