انطلقت في العاصمة الصومالية مقديشو، أمس الاثنين 29 أبريل 2019، أعمال المؤتمر الدولي حول الأمن الفكري ومكافحة التطرف، الذي تنظمه على مدى يومين، منظمة التعاون الإسلامي ممثلة في مركز صوت الحكمة بالتعاون مع حكومة جمهورية الصومال الفيدرالية.
وأوضحت الأمانة العامة في الكلمة التي ألقاها السفير عسكر موسينوف، مدير وحدة الأمن والسلم في المنظمة، أن إقامة هذا المؤتمر الدولي تأتي تنفيذا لقرار مجلس وزراء الخارجية في دورته الأخيرة في أبو ظبي، و"سعيا من المنظمة للوقوف صفا واحداً مع مسار التنمية والبناء الذي تنتهجه الحكومة الصومالية، إذ لا يخفى على أحد التقدم الكبير الذي أحرزته في قطاع التسهيلات الخدمية، وتحسين مداخيل الدولة، وبسط الأمن، وتقليل مظاهر التسلح في الصومال".
وتطرقت الكلمة لمركزية رسالة المنظمة في مكافحة العنف وصون الدين الإسلامي وحماية المسلمين من التطرف والغلو، حيث أكد السفير موسينوف أن المنظمة "تركز باستمرار على دعم أي جهد يسعى لمكافحة التطرف والإرهاب، ويدعو إلى التسامح والأمن والسلام".
وأضاف السفير عسكر: إن موضوع الأمن الفكري يعتبر الحجر الأساس في هذا المسعى، فالأمن الفكري من شأنه أن يحفظ مكتسبات الأمن والاستقرار من شر الاختراقات الفكرية الهدامة التي تدعو إلى العنف وفك أواصر التكافل والتضامن والتراحم بين أفراد المجتمع الواحد وبين الثقافة الواحدة والثقافات الأخرى المغايرة لها.
ويهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على مكامن الضعف والقوة في حصانة المجتمعات المسلمة بغية التركيز عليها في وضع استراتيجيات الأمن الفكرية وتعزيز الحوار حول قضايا التطرف والإرهاب وسبل تحصين المجتمعات من التيارات والتوجهات المتطرفة، وتحديد منهجية عمل لاستراتيجية تعمل على ترسيخ الأمن الفكري في دول العالم الاسلامي وتحصينها فكريا وعقديا وفقهيا.
ويستعرض المؤتمر حزمة متنوعة من محاور النقاش على غرار مفهوم الأمن الفكري في الإسلام والأسباب السياسية والفكرية والاقتصادية التي أسهمت في تضرره، وعلاقة الأمن الفكري بالتطرف والإرهاب، وسبل تعزيز دور المؤسسات المعنية في مواجهة التطرف والعنف والإرهاب عبر مراجعة شاملة للاستراتيجيات والمقاربات والتجارب والدارسات والخطط العملية.
ويبحث المؤتمر تجسيد جملة من المخرجات العملية، لا سيما تحديد الأسس القانونية والإدارية لحماية الأمن الفكري في المجتمعات المسلمة ووضع استراتيجية عمل موحدة على نطاق العالم الإسلامي، وبناء شبكة علاقات بين المشاركين بغية التواصل المستمر بشأن تضافر جهود الرامية لترسيخ الأمن الفكري ونبذ التطرف والوصول بمركز صوت الحكمة التابع لمنظمة التعاون الإسلامي إلى قلب المعادلة الدولية لمكافحة التطرف والإرهاب.
ويشارك في أعمال المؤتمر مدعوون من الدول الأعضاء والمراقبة في منظمة التعاون الإسلامي، والدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي والدول الأوروبية والأفريقية التي لها تمثيل دبلوماسي في الصومال، فضلًا عن مراقبين من المنظمات الدولية والإقليمية (الأمم المتحدة، الاتحاد الافريقي، الاتحاد الأوروبي، الجامعة العربية، الإيغاد).
في مؤتمر دولي بـ"مقديشو"..
مقديشو - يونا