بين غزْوة «الخنافس السود» للعديد من المناطق والهزات الأرضية التي ارتَجَّتْ معها مدنٌ في الشمال والبقاع، تحوّل لبنان «مستودعَ قلقٍ» دهمتْ معه الطبيعةُ وظواهرُها يومياتِ أبنائه المشدودةِ إلى محاولاتِ تجيب البلاد «أياماً سود» مالية أو انزلاقه الى «خط الزلازل» الاقليمي ومواجهاته القاسية.
وبحسب صحيفة الرياض فبعد أيام من الكلام «الخافت» عن «ظاهرة الصراصير» الآتية من سورية والتي حطّت في مناطق لبنانية بقاعية خصوصاً، «انفجر» هذا العنوان في الساعات الماضية مع تَكشُّف أن هذه «الموجة» تمدّدت الى أكثر من بقعة في الشمال والجنوب وصولاً إلى تخوم بيروت.
وتحت وطأة الصور التي انتشرتْ لـ «الجيش الأسود» وربْط البعض «اجتياحَه» غير المسبوق بحركةٍ «تحت أرضية» تؤشر إلى قرب وقوع زلازل، اندفعتْ «موجة توضيحاتٍ» من خبراء بيئيين ومسؤولين في أكثر من منطقة توضح أن هذه الحشرات ليست صراصير بل «خنافس سود» أو الـ calisoma، نافية ارتباط «نشاطها غير المألوف» في لبنان بأي عوامل جيولوجية.
ورغم حرص البيئيين على توضيح أن الظروف المناخية والرطوبة العالية في التربة بفعل موسم الشتاء الطويل هي التي أدت هذه السنة الى الانتشار الواسع لهذه الحشرة، مؤكدين أنها غير خطيرة أو مؤذية للانسان والمزروعات وداعين الى عدم الذعر، لم تهدأ الدعوات الى البلديات للتحرك وإتخاذ إجراءات وقائية عبر رشّ المبيدات، وهو ما حذّر منه الخبراء لأن «هذه الحشرة مفيدة ذلك إنها تقتات على الديدان وحشرات أخرى».
ولم تمرّ هذه الظاهرة دون «فروقات» في قراءة خلفياتها وحتى «رسائلها»، حيث لم يتوانَ أحد الخبراء عن التذكير بأنه سبق ان حذّر بعد دخول أسراب كبيرة من الفراشات إلى لبنان من «أن دخول أي من أنواع الحشرات بأسراب كبيرة ينذر بدخول حشرات استوائية وحشرات أخرى لم نرها في لبنان من قبل»، متخوّفاً «من دخول حشرات أخرى خصوصاً أسراب جراد»، ومعتبراً «ان علينا دراسة المهمة البيئية المكلّفة فيها هذه الحشرات (الخنافس السود) التي ادّت إلى دخولها لبنان بهذه الكثرة لمعالجة هذه الظاهرة».
ولم يكن ينقص لاكتمال «حلقة الرعب» من أن تترافق «هجمة» الخنافس مع سلسلة هزات وقعت في الشمال والبقاع وبلغت قوة بعضها نحو 3 درجات وذلك بعد هزات مماثلة وخصوصاً في البقاع سُجلت في الأيام الأربعة الأخيرة.
وفيما طمْأن القيمون على شبكة الرصد الزلزالي في مركز بحنس حسبما ذكرت تقارير صحفية لبنانية إلى أن «هذه الهزات عادية جداً بالنسبة لبلد يقع على أكثر من فالق زلزالي كلبنان ولا شيء يدعو الى القلق»، عمّمت قوى الامن الداخلي تعليمات عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول كيفية التصرّف أثناء الهزات الأرضية.