افتتح في الكويت، اليوم ، المؤتمر الدولي حول معاناة الطفل الفلسطيني، بمشاركة أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، ورئيس دولة فلسطين محمود عباس، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين.
وتستمر أعمال المؤتمر، الذي تنظمه الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بالتعاون والتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل الكويتية، لمدة يومين، ويشارك فيه وزراء الشؤون الاجتماعية، ورؤساء الهيئات المعنية بالطفولة بالدول العربية، والوزارات المعنية في دولة فلسطين، ورؤساء المنظمات والهيئات الإقليمية والدولية المعنية بقضايا الطفولة، وأعضاء لجنة حقوق الطفل في الأمم المتحدة، وشخصيات بارزة على المستويين العربي والدولي في مجال الدفاع عن حقوق الأطفال الفلسطينيين.
ويسلط المؤتمر الضوء على المأساة التي يعيشها الأطفال الفلسطينيون في ظل انتهاك إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، لاتفاقية حقوق الطفل، وكافة الممارسات التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق الطفل الفلسطيني بشكل يومي، والتحديات والمعوقات التي تواجه الأطفال الفلسطينيين، وبصفة خاصة داخل معتقلات الاحتلال واتخاذ الأطفال كأسرى، في مخالفة للأعراف والقانون الدولي والإنساني والاتفاقيات الدولية المعتمدة لحقوق الطفل.
وفي كلمته الافتتاحية في المؤتمر، قال الرئيس محمود عباس: إن الإنسان الفلسطيني يتعرض، ومنذ نكبة فلسطين، وإلى يومنا هذا لأبشع ألوان وأشكال العذابات والمآسي، وانتهاك حقوقه التي كفلتها القوانين الدولية، حيث الأطفال الفلسطينيون دون سن السادسة عشرة والذين يشكلون اليوم ما نسبته 39% من مجموع السكان، هم الضحايا الأكثر تأثراً بين أبناء الشعب الفلسطيني، فعمليات الاعتقال المستمرة بحق الفلسطينيين لم تستثن أية فئة عمرية من فئات الشعب الفلسطيني، خاصة الأطفال الذين يتعرضون لانتهاك واضح وصارخ لحقوق الإنسان.
وأضاف: إن إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال، تخرق بنود الاتفاقيات الدولية، التي تنص وتؤكد على رعاية وحماية الأطفال، خاصة اتفاقية الطفل لعام 1989، بل إنها فتحت سجوناً ومحاكم خاصة بالأطفال عام 2009، يحاكم فيها الأطفال، وقد ذهبت السلطة التشريعية في إسرائيل إلى أبعد من ذلك، حيث أقرت في نوفمبر 2015 قانوناً يسمح لقوات الاحتلال باعتقال ومحاكمة الأطفال ممن هم دون سن 12 عاماً، ووضعهم في الاعتقال الإداري لمدة ستة أشهر، مع استمرار اعتقالهم حتى وصولهم السن القانونية لتنفيذ الحكم الصادر بحقهم بالكامل، ما تخلفه تلك الاعتقالات من تأثيرات سلبية نفسية وجسدية على الأطفال.
وقال الرئيس عباس: إن دعم برامج التنمية الفلسطينية سيساعد على خلق واقع أفضل للطفل والطفولة في فلسطين، إلى جانب دعم الأونروا، التي تقوم بعمل إنساني نبيل إلى حين إيجاد حل ونهاية عادلة لقضية اللاجئين الفلسطينيين، الذين يشكلون أكثر من نصف الشعب الفلسطيني البالغ تعداده اليوم قرابة ثلاثة عشر مليون إنسان.
وأضاف: إن سعينا لتحقيق المصالحة، وتنفيذ اتفاق القاهرة، الذي تم بجهود مصرية مشكورة، سيكون له أطيب الأثر لتخفيف معاناة أبناء شعبنا في قطاع غزة. مؤكدين على أهمية وحدة شعبنا وأرضنا نحو تحقيق أهدافنا الوطنية.
م.ب