دعا المؤتمر الدولي الـــ 28 للشؤون الإسلامية، الذي نظمته وزارة الأوقاف المصرية في القاهرة، واختتم أعماله الليلة الماضية، إلى سن التشريعات الكفيلة بتجفيف منابع وحواضن الإرهاب وتمويله، وتتبع مصادر تمويله محلياً ودولياً، واعتبار تمويل الإرهاب أو إيواء عناصره أو التستر عليهم جريمة ضد الإنسانية.
وأكد المؤتمر أن مواجهة الإرهاب ليست مسؤولية الدولة وأجهزتها فقط، بل هي واجب على كل فرد في المجتمع، لأن للإرهاب مخاطر جسيمة على الاقتصاد ومقومات المجتمع، وطالب البيان الختامي للمؤتمر بضرورة نشر ثقافة مقاومة الإرهاب بين أفراد المجتمع، لاجتثاث الإرهاب من جذوره، وضرورة دعم الدولة الوطنية والوقوف إلى جوارها للتصدي للإرهاب.
ولفت البيان إلى أهمية التركيز على بيان المخاطر الاقتصادية للإرهاب التي تنعكس سلباً على الحياة المعيشية اليومية للأفراد، فلا اقتصاد ولا استثمار ولا تنمية مع الإرهاب. مشدداً على ضرورة العمل على خلق بيئة رافضة ومعادية للإرهاب والإرهابيين، للقضاء على حواضن الجماعات الإرهابية، والعمل على رفع الوعي العام لدى كل فرد في المجتمع وخلق روح المسؤولية الجماعية بما يشكل حائط صد منيع في مجابهة التطرف والمتطرفين.
ودعا المؤتمر إلى العمل على خلق مناخ دولي، يؤدي إلى ملاحقة دولية حقيقية وجادة للدول الراعية للإرهاب إيواءً أو تمويلاً أو دعماً فكرياً أو إعلامياً، وأوصى المؤتمر بضرورة التوسع في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، لمجابهة مواقع الجماعات المتطرفة، وتفنيد ادعاءاتها وضلالاتها وإبطالها بالحجة والبرهان، وضرورة التنبيه لخطورة الشائعات، ومحاسبة مروجيها وسن القوانين الرادعة لمن يبثها أو يروجها.
وناشد المؤتمر الأمم المتحدة إصدار قانون دولي يجرم الإرهاب الإلكتروني ومسؤولي المواقع التي تبثه أو تروج له، وإدراج ذلك في عداد الجرائم ضد الإنسانية، مع رفع هذه التوصية إلى جامعة الدول العربية ومنظمة "التعاون الإسلامي"، والمؤسسات الوطنية والدولية برلمانية وتنفيذية لتبنيها والعمل على إقرارها دولياً.
وقد أكدت مناقشات المشاركين في المؤتمر ضرورة دعم الدولة الوطنية والوقوف إلى جوارها للتصدي للإرهاب. مشيرين إلى أن ذلك من أصول الدين الإسلامي والقانون، وأنه لا تعارض بين حب الأوطان والدفاع عنها وبين مقاصد الأديان.
وأوضح مفتي مصر الدكتور شوقي علام، أن الإرهاب والشائعات صناعة تستوجب التصدي لهما بالعلم والفكر الرشيد، مطالباً بضرورة التصدي لفكر المتطرفين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وإعداد أئمة متميزين لتوضيح صحيح الدين ومواجهة الفكر المتطرف.
من جانبه، عد رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب المصري الدكتور أسامة العبد الوعي بمشروعية الدولة الوطنية، أحد أهم دعائم الولاء والانتماء. مبيناً أن دعم الدولة الوطنية من صحيح الدين الإسلامي وكل ما يؤدي للفوضى والفساد هو ضد الدين.
من جهته، قال نائب المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في البحرين عبد الرحمن آل خليفة في كلمته أمام الجلسة السادسة للمؤتمر: إن الأمة العربية تتعرض لظاهرة الإرهاب والفتن الداخلية لإنهاك مجتمعاتها ووقف مسيرتها التنموية وعدم تحقيق الاستقرار بين أفرادها. منتقدًا الدول الداعية للإرهاب التي تفرغ عقول الشباب لتسيطر عليه وتجندهم للقيام بأعمال إرهابية في بلدانهم، ودعا آل خليفة إلى تجديد الخطاب الديني للاهتمام بالمواد الدينية في مراحل التعليم المختلفة، وكذا المواد الإعلامية.
أسامة