تصدّر باكستان التي يعتمد اقتصادها بدرجة كبيرة على الزراعة، سنويا ملايين الأطنان من الحبوب، غير أن عشرات الأشخاص في مدينة مثهي الصغيرة في الجنوب الصحراوي ومناطق أخرى من البلاد يدخلون كل يوم إلى المستشفيات بسبب سوء التغذية.
ونقلاً عن صحيفة " الحياة " تهرع أم مرتبكة إلى قسم طب الأطفال في مستشفى مثهي، حاملة بين ذراعيها طفلها النحيل ذا الأشهر السبعة بوزنه الذي لا يتخطى 2,5 كيلوغرام أي أقل بثلاث مرات من الوزن الطبيعي في هذه السن. وضم الفريق الطبي الطفل سريعا إلى تسعة أطفال آخرين، وعُلّق له مصل شأنه في ذلك شأن الباقين.
وتقول نظيران البالغة 25 عاما وهي أم إحدى هؤلاء الأطفال، بحسرة لوكالة فرانس برس ممسكة بيد ابنتها "وزنها يتراجع وقد استشرنا أطباء كثيرين كي يعالجوها رغم فقرنا". ومن بين 150 إلى 250 مريضا يدخلون يوميا إلى مستشفى مثهي المدني، يعاني حوالى 20 في المئة من سوء التغذية وفق الطبيب دليب كمار رئيس قسم طب الأطفال.
والتبعات مأسوية لناحية معدلات وفيات الأطفال. فمع نسبة وفيات لدى الأطفال دون سن الخامسة تبلغ 74,9 بالألف، تصنف باكستان البلد الآسيوي الكبير في مصاف البلدان الإفريقية الفقيرة رغم أنها تحتل المرتبة الأربعين بين أكبر اقتصادات العالم، بحسب البنك الدولي. في المقابل، هذه النسبة هي 39,4 بالألف في الهند و4.1 بالألف في الاتحاد الأوروبي.
ويصنف المعهد الدولي للبحوث بشأن السياسات الغذائية من ناحيته باكستان في المرتبة السادسة بعد المئة من أصل 119 بلدا يشمله مؤشرها للجوع حول العالم. ويشير المركز إلى أن واحدا من كل خمسة من بين الباكستانيين البالغ عددهم أكثر من مئتي مليون نسمة يعانون سوء التغذية، واصفا الوضع بأنه "خطر ويكاد يكون جسيما".
إلا أن باكستان لا تعاني نقصا في الحبوب، إذ إن مستوى صادرات البلاد بين أيار(مايو) 2018 ونيسان (ابريل) 2019 سيصل إلى 500 ألف طن من القمح و7,4 ملايين طن من الأرز بحسب تقديرات وزارة الزراعة الأميركية. كما أن باكستان تسجل فائضا في محاصيل البطاطا، بحسب صحيفة "دون".