أكدت دراسة صينية أن بيئة الجاذبية الصغرى في الفضاء تعزز تمايز الخلايا الجذعية المحفزة المستحثة / iPs / وتقوم بتحويلها إلى الخلايا العضلية القلبية.
ووفقاً للتجارب التي أجراها باحثون من أكاديمية العلوم الطبية الصينية، وجامعة تشينغهوا و معهد شانغهاي للفيزياء التقنية على مجموعة من الفئران خلال انطلاق مركبة الفضاء الصينية تيانتشو- 1 لاستكشاف كيف يمكن لرحلة الفضاء أن تؤثر في تحويل العضلة القلبية من خلايا جذعية محفزة
لديهم، استنتجوا إن الخلايا الجذعية المحفزة تمايزت أسرع في الفضاء، مقارنة مع الخلايا المُستزرعة في بيئة مماثلة مع الجاذبية الأرضية، وشهد تعزيز التمايز أربعة أيام بعد الإطلاق إلى الفضاء واستمر لمدة 10 أيام بعد ذلك، ما يشير إلى تكوين قوي لخلايا العضلة القلبية.
وقام العلماء في الوقت نفسه أثناء التجربة باستخدام كاميرا يمكن أن تعمل تلقائيًا أو تتبع أوامر التحكم عن بُعد، حيث التقطوا بواسطتها عددا من الصور للمجال المضيء ووميضية خضراء لعينات من الخلايا الحية، ثم أرسلوا الصور إلى الأرض، إلى جانب إجراء التجربة في مفاعل حيوي مماثل له نفس ظروف الاستزراع في البيئة ذات الجاذبية الطبيعية على الأرض، كذلك صمموا مفاعل حيويا لأداء زراعة الخلايا وتجارب التصوير بالفاصل الزمني في المدار يتألف من ثلاث وحدات رئيسية وهي : وحدة التجربة البيولوجية التي تضم 48 واستنبات للخلايا ، وأكياس متوسطة ومضخات ووصلات.
وتعد الخلايا الجذعية المحفزة المشتقة من الكلمة اللاتينية /pluripotentia / نوعا من الخلايا الجذعية المتعددة القدرات المُخلقة صناعيا من خلايا غير متعددة، قادرة على القيام بالعديد من الأشياء وفي بيولوجيا الخلية، كما يمكنها التمايز إلى أنواع أخرى من الخلايا غير متعددة القدرات للحصول على نفس المعلومات الوراثية مثل الخلايا الجنينية المبكرة.
وأوضح الخبراء أن هذه الدراسات والأبحاث بمثابة فرع تجريبي من الطب يسعى إلى استبدال الخلايا أو الأنسجة أو الأعضاء المريضة، وأول دراسة تصوير في الوقت الحالي لتمايز خلايا عضلة القلب المستمدة من الخلايا الجذعية المحفزة في الفضاء وتوفر معلومات نادرة في هذا المجال، فتجارب الخلايا الجذعية الآلية المماثلة في المستقبل ستساعد في تحقيق التصنيع الحيوي لأنسجة القلب خلال السفر إلى الفضاء.
وخلصت الدراسة إلى أنه خلال فترة السفر الفضائي عادة ما يكون جسم الإنسان في حالة انعدام الوزن بسبب الحد الأدنى من سحب الجاذبية الأرضية التي تعرف بـ الجاذبية الصغرى، حيث يؤثر التعرض لها بشكل عميق على الوظيفة الفسيولوجية للخلايا البشرية، والذي بدوره سيوفر منظورات جديدة بشأن السفر البشري إلى الفضاء مستقبلاً.
وكان اثنان من العلماء قد حصلوا على جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء أو الطب في عام 2012، بفضل تقنية تحفيز الخلايا إلى حالة متعددة القدرات.
يذكر أنه تم إطلاق مركبة تيانتشو - 1 في 20 أبريل عام 2017 ، واستكملت عملية الالتحام الآلي مع مختبر الفضاء تيانقونغ - 2 المداري بعد يومين.