يدعم التعاون الثقافي والعلمي بين مكتبة الملك عبدالعزيز العامة وجامعة بكين في جمهورية الصين الشعبية التفاعل الثقافي بين المملكة والصين من جهة، وبين الثقافتين العربية والصينية من جهة أخرى، فمنذ افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - مكتبة الملك عبدالعزيز في بكين في السابع عشر من شهر مارس 2017 م والعمل على أشدّه بين المكتبة والجامعة من أجل تحقيق الأهداف الثقافية بين البلدين الصديقين.
ومع زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى الصين أخيرا، والإعلان خلال زيارة سموه عن البدء في وضع خطة لإدراج اللغة الصينية كمقرر دراسي على جميع المراحل التعليمية في مدارس وجامعات المملكة، بدأ التطلع أكثر إلى تمتين هذه الجسور وتفعيل الأنشطة والبرامج التي تفضي إلى إبراز الثقافتين وتلاقيهما بشكل مباشر.
وتعد مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في جامعة بكين مركزًا ثقافيًا وحضاريًا في قلب بكين يهدف إلى تعزيز التبادل المعرفي وتقوية الروابط الثقافية والعلمية بين البلدين ، وخدمة الباحثين والعلماء ، فضلا عن دعم تعليم اللغة العربية في الجامعات الصينية، وتوفير فهرسة الكتب العربية على شبكة الإنترنت في الجامعات والمكتبات الصينية ، مما يسهم في فتح آفاق التعاون العلمي في البلدين.
وتعمل المكتبة على ترجمة الكتب ونشرها من اللغتين العربية والصينية، ويتم اختيار موضوعاتها بما يحقق تطوير العلاقات الثقافية والعلمية، وإصدار كتاب دوري ثقافي ونشرة باللغتين العربية والصينية، وتعزيز التبادل العلمي بين المتخصصين من الجانبين، ودعم المكتبات الصينية بما تحتاجه من الكتب العربية والفهرسة الآلية من خلال الفهرس العربي الموحد والمكتبة الرقمية، والإشراف على بوابة المكتبات العربية الصينية مع المكتبة الوطنية في جمهورية الصين الشعبية.
وتحتل مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في بكين مساحة 13 ألف متر مربع وسط جامعة بكين وتتألف من ستة طوابق؛ تضم مركزًا للدراسات العربية الصينية ومركزًا للمعارض وقاعات للمحاضرات والقراءة والبحث ، وتستوعب في قسميها العربي والصيني ثلاثة ملايين كتاب ومخطوط، تحوى ما يزيد عن 200 ألف كتاب حول الدراسات العربية يقدمها الجانب السعودي وعددا ضخما من المخطوطات الصينية القديمة النفيسة ، إضافة الى تزويدها بأحدث التقنيات الرقمية والبحثية في مجال المكتبات وتقنية المعلومات.
وتؤكد هذه الخطوة أن التواصل والحوار و المعرفة بين الثقافات أحد أهم الأسس التي قامت عليها مكتبة الملك عبدالعزيز العامة فضلاً عن دورهما في إثراء التجربة الإنسانية بالمعارف والبحوث العلمية والثقافية .
وتتميز المكتبة ببواباتها العربية الصينية الإلكترونية التي هي بمثابة أداة مهمة لتفعيل التبادل المعرفي وتعزيز الحضور الثقافي بين الجانبين و تحتوي على مصادر المعرفة من الكتب وأوعية المعلومات الصينية والعربية مما يعزز التبادل العلمي بين الجامعات والمكتبات والمراكز الثقافية في الصين والدول العربية.
وتولت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تنفيذها تحت إشراف مركز التوثيق بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية لتعمل على تعميق التعاون بين المكتبات العربية في الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية والمكتبات الصينية لتحقيق طفرة في مجال المكتبات والمعلومات، وتعدها أداة مهمة في نشر التراث العربي والصيني المكتوب في الشكل الرقمي.
أما جامعة بكين فهي جامعة حكومية شاملة تشتهر بعلو مستواها الأكاديمي في الآداب والعلوم، وتأسست عام 1898، وهي إحدى أقدم الجامعات الصينية والجامعة الوطنية الأولى للصين.
وبعد أكثر من مائة سنة من التطور، أصبح لجامعة بكين حاليا 6 أكاديميات، منها أكاديمية العلوم الإنسانية وأكاديمية العلوم الاجتماعية وأكاديمية العلوم الطبيعية وأكاديمية العلوم المعلوماتية والهندسية وأكاديمية العلم الطبي وأكاديمية العلوم الاقتصادية والإدارية و42 كلية وقسمًا و 216 مركزًا للبحوث، إضافة إلى ذلك 10 مستشفيات تابعة لها و 14 مستشفى تعليميا تابعا لها. وتشتهر الجامعة في البلاد كلها بأقسامها للغة الصينية واللغة الإنجليزية والتاريخ والفيزياء وعلوم الحياة.
ويدرس حاليًا في جامعة بكين أكثر من 15 ألف طالب جامعي لمرحلة التعليم الجامعي، و 22 ألف طالب لمرحلة تعليم الدراسات العليا الماجستير والدكتوراه بالإضافة إلى العديد من الطلاب الأجانب. وتعتبر مكتبة جامعة بكين أكبر مكتبة جامعية في آسيا، حيث تضم 11 مليون نسخة من الكتب.
الرياض - واس