اعلن وزير الصحة السعودي الدكتور توفيق الربيعة امس إطلاق تطبيق طبي بالتعاون مع مركز الملك سلمان للاغاثة والأعمال الإنسانية ومنظمة الصحة العالمية لتعزيز سلامة المرضى وتقليل الأخطاء التشخيصية وزيادة الفاعلية وتبادل الخبرات بين الممارسين الصحيين حول العالم.
جاء اطلاق تطبيق الاستشاريين الطبي "ميد كونسولت" خلال افتتاح اعمال القمة الوزارية العالمية الرابعة بعنوان "دعم سلامة المرضى في الدول المتوسطة والأقل نموا" والتي تستضيفها المملكة العربية السعودية تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وتنظمها وزارة الصحة السعودية خلال اليومين الثاني والثالث من مارس الجاري بمدينة جدة بمشاركة أكثر من 50 وزيرا للصحة من مختلف دول العالم ومنظمة الصحة العالمية.
واكد الدكتور الربيعة في كلمته ان السعودية خطت خطوات كبيرة في الارتقاء بالرعاية الصحية وتعزيز سلامة المرضى لما لها من اهمية عالية في منظومة الرعاية الصحية كونها مكونا رئيسا من مكونات برنامج التحول الوطني في مجال الصحة لافتا إلى الحفاظ على النجاحات وتنميتها للوصول إلى اهداف رؤية المملكة 2030.
وقال ان بلاده واستشعارا منها بالمسؤولية الملقاة على المجتمع الدولي حيال سلامة المرضى تشرفت باستضافة هذه القمة الوزارية المهمة التي نطمح أن تكون مخرجاتها لبنة إضافية مهمة للجهود الداعمة لتعزيز سلامة المرضى على المستوى الدولي وخاصة على مستوى الدول المتوسطة والأقل نموا.
واضاف ان هذه القمة ستتضمن إقامة العديد من ورش العمل لمناقشة اهم الموضوعات المتعلقة بسلامة المرضى كالتغطية الصحية والقوى العاملة والصحة الرقمية والبحوث العلمية فيما سيتم تسليط الضوء على السياسات وتمكين المرضى وسلامتهم.
واشار إلى أنه سيتم تدشين "إعلان جدة لسلامة المرضى" في ختام أعمال القمة والذي نسعى من خلاله لأن يكون تكملة للجهود الداعمة لتعزيز سلامة المرضى على المستوى الدولي وإحدى الأدوات العملية لتحسين السلامة في النظم الصحية.
وثمن الدكتور الربيعة حضور ومشاركة وزير الخارجية البريطاني جيرمي هنت لأعمال القمة اليوم كونه وزيرا للصحة البريطانية سابقا والذي يعتبر احد مؤسسي القمم الوزارية لسلامة المرضى وصاحب البصمة الكبيرة في تبني قرار اليوم العالمي لسلامة المرضى عبر منظمة الصحة العالمية.
من جهته استعرض وزير الخارجية ووزير الصحة البريطاني السابق جيريمي هنت في كلمته أبرز القضايا المتعلقة بسلامة المرضى في القطاع الصحي في بلاده والتي وقف عليها مباشرة عندما كان وزيرا للصحة في بريطانيا مستشهدا بعدد من القصص الإنسانية لبعض المرضى الذين حدثت لهم أو لأسرهم تجارب مريرة مع الأخطاء الطبية ومدى الاستفادة من تلك التجارب في المستقبل.
ولفت هنت الانتباه إلى ان الممارسين الصحيين باتوا أكثر استعدادا لتفادي الأخطاء الطبية ودعم سلامة المرضى في بريطانيا وعلى مستوى القارة الأوروبية مؤكدا ان تحقيق الأهداف في مجال سلامة المرضى لن يتأتى إلا بالمشاركة المجتمعية وبخاصة أصحاب التجارب الذين عاشوا تلك الأخطاء.
واشاد الوزير البريطاني بدور المملكة العربية السعودية في استضافة القمة الوزارية العالمية الرابعة لسلامة المرضى التي تعتبر قمة استثنائية من حيث عدد المشاركين على المستوى الوزاري الذي وصل إلى نحو 49 دولة إضافة إلى مشاركة 25 وزيرا للصحة إلى جانب عدد من المشاركين والمتحدثين في القمة.
وشهدت أعمال القمة الوزارية العالمية الرابعة لسلامة المرضى في يومها الأول تنظيم ثماني ورش عمل تتعلق بمدى الاستفادة من القطاعات الصحية الأخرى وتمكين المرضى والمجتمع من سلامة المرضى والأضرار المتعلقة بالعدوى داخل المنشآت الصحية ودور القوى العاملة المتمثلة في دعم سلامة المرضى إلى جانب دعم البحوث في مجال سلامة المرضى وموضوع الصحة الرقمية.
وتناقش القمة اهم التحديات المتعلقة بتطبيق برامج وسياسات سلامة المرضى وتبادل الخبرات حول سبل دعم قدرات النظم الصحية.. وتبحث تعزيز الاستراتيجيات من اجل تنمية القوى العاملة في قطاع الصحة وبناء القدرات لتحسين سلامة المرضى إضافة إلى الإقرار بالهياكل والعمليات والممارسات ذات العلاقة بسلامة المرضى القائمة على الأدلة والتي تكون ذات مغزى وقابلة للتكيف في البلدان المتوسطة والمنخفضة الدخل إلى جانب مناقشة مخاطر السلامة وإلقاء عبء ضرر المريض على عاتق الرعاية الصحية.
وستخرج القمة في يومها الأخير اليوم بعدد من التوصيات التي ستعرض امام وزراء الصحة المشاركين في القمة تمهيدا لإعلان جدة.