في كل ربيع، تهاجر الحيتان الزرقاء وهي أكبر الحيوانات في العالم، من مناطق التكاثر الشتوية قبالة كوستاريكا باتجاه الشمال على طول الساحل الغربي للولايات المتحدة لتحصل على طعامها المفضل وهو نوع من الرخويات الصغيرة المعروفة بأسماك الكريل.
ونقلاً عن صحيفة " الحياة " منذ وقت طويل يتعقّب العلماء هجرة هذه الحيتان الضخمة التي قد يصل وزن الواحدة منها إلى أكثر من مئة طن، إلا أنهم ما زالوا يعجزون عن معرفة الطريقة التي تختار فيها مسارها.
فهل تختار طريق الهجرة استناداً إلى الظروف الآنية؟ أو أنها تسلك دائماً الطريق نفسها وفي الوقت نفسه؟ والآن، يعتقد فريق من العلماء الأميركيين أنهم يملكون إجابة. فقد راجعوا بيانات جمعت على مدى 10 سنوات حول تحركات 60 حوتاً وقارنوها بالتوقيت السنوي لتزهير العوالق النباتية التي تقتات عليها هذه الرخويات.
وفي دراسة نشرتها حوليات الأكاديمية الوطنية للعلوم، قال العلماء إن الحيتان تعتمد بشكل كبير على ذاكرتها لتتخذ القرارات بشأن تحركاتها، وهذا الأمر مختلف عن معظم الحيوانات البرية المهاجرة التي تلجأ في طريقها إلى تغيير مساراتها لتتأقلم مع تغير أماكن وجود مصادر الغذاء.
أما بالنسبة إلى الحيتان الزرقاء، «فهي تستخدم ذاكرتها» كما تقول بريانا أبرامز العالمة البيئية التي تعمل لحساب «الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي». وتضيف «أو أنها تستخدم التوقعات التي اكتسبتها مع الوقت للذهاب في متوسط التوقيت (لأسماك الكريل)»، مشيرة إلى أن أحد الأسباب للقيام بذلك، هو أن «هناك الكثير من المتغيرات في المحيط ومن الصعب جداً التنبؤ بأن شيئاً ما سيحصل».
وتلفت إلى أن «المحيط مكان ديناميكي والمساكن الطبيعية (للكائنات البحرية) تتغير مع الوقت، وهناك الكثير من المتغيرات التي تحصل من سنة إلى أخرى». وتقول أبرامز إن الاحترار المناخي يمثل تحدياً للحوت الأزرق الذي يصنف على أنه مهدد بالانقراض. وتوضح أن «الاحترار المناخي يثير القلق من أن التغيير يحدث أسرع بكثير مما يمكن للحيتان أو للحيوانات الأخرى التكيف معه».