خطوة كبيرة تخطوها الإمارات العربية المتحدة نحو العالم من خلال استضافتها لإكسبو 2020 في دبي، حيث يتوقع أن تجذب هذه التظاهرة العالمية أكثر من 25 مليون زيارة لأشخاص من مختلف الأعمار والجنسيات والثقافات.
معرض إكسبو الذي يقام كل خمس سنوات، وعرف في دوراته السابقة بطابعه الاقتصادي، تسعى الإمارات إلى الخروج به نحو آفاق أرحب من خلال حمل انشغالاتها في التنمية وبناء المستقبل إلى المعرض، والتركيز على القضايا التي تهم المجتمعات الإنسانية.
هذا ما أكَّده المدير التنفيذي لمكتب إكسبو نجيب العلي حين قال لصحفيين من وكالات الأنباء الدولية، أثناء زيارتهم لمقر المعرض: "إنَّ بلاده تسعى من خلال إكسبو 2020 إلى جمع العالم تحت مظلَّة العمل المشترك، خصوصاً في ظل تزامن التحضيرات للمعرض مع إعلان الإمارات 2019 عاماً للتسامح، وهو ما سيجعل من المعرض فرصة لتعزيز هذه القيمة المهمة ونشرها".
ويجسد شعار النسخة الإماراتية من إكسبو "تواصل العقول وصنع المستقبل" هذه الغاية التي تتفرع عنها أربعة أهداف تسعى الإمارات إلى تحقيقها من خلال المعرض، وهي: التفاعل من أجل دعم الحلول في موضوعات إكسبو: الفرص، والتنقل، والاستدامة، ثم التأثير وذلك بخلق أثر ملموس وقابل للقياس لتحسين حياة الناس في أنحاء العالم من خلال دعم التطوير ونشر الحلول الجديدة، والابتكار وذلك بجعل إكسبو 2020 دبي محركاً عالمياً لصنع الحلول الإبداعية، وأخيراً الشراكات من خلال إقامة شبكة للعمل المشترك بين الدول والهيئات والمبتكرين للتعاطي مع التحديات العالمية المشتركة.
وكشف العلي أنَّ 190 دولة أكدت حتى اللحظة مشاركتها في المعرض الذي سيقام في الفترة من 20 أكتوبر 2020 وحتى 10 أبريل 2021.
وقال العلي: "إنه سيكون لكل دولة مشاركة جناحها المستقل لإبراز هويتها، وتعريف زوار المعرض بقدراتها وإرثها الثقافي والحضاري".
وأعدَّت الإمارات برنامجاً متنوعاً للمعرض يغطي مجالات الأعمال، والعلوم، والرياضة والشباب، والصحة، والموسيقى، والتراث والآداب.
وحشدت الإمارات 30 ألف متطوع من المواطنين والمقيمين لخدمة زوار المعرض، كما خصصت 200 منفذ لبيع الأطعمة والمشروبات.
ولأنَّ الابتكار من موضوعات المعرض الرئيسة، فقد أطلقت الإمارات برنامجاً لمنح الابتكار المؤثر بقيمة 100 مليون دولار أمريكي تقدم إليه حتى اللحظة 2300 طالب من 136 دولة، و70 مبتكراً من 42 دولة.
وسيشهد المعرض جمع قادة الفكر حول العالم في حوارات يشارك فيها طلاب الجامعات لمناقشة أبرز التحديات التي تعترض عمليات التنمية.
ويلاحظ الزائر لمقر إكسبو حركة إنشائية كبيرة تسابق الزمن لإكمال مرافق المعرض، حيث من المتوقع أن يشتمل المعرض الذي يعد الأكبر والأول من نوعه في منطقة إفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا، على ثلاث مناطق رئيسة، هي منطقة الاستدامة، ومنطقة الفرص، ومنطقة التنقل.
وتعكس كل منطقة من هذه المناطق انشغالات المعرض التنموية، إذ من المتوقع أن تعرض منطقة الاستدامة أهم الابتكارات المميزة في مجال إنتاج وتزويد واستهلاك مصادر الطاقة والمياه النظيفة، في حين ستعرض منطقة الفرص منصات لتكريس نماذج جديدة لتدفق المقدرات المالية والفكرية الكفيلة بتعزيز ريادة الأعمال والابتكار، أما منطقة التنقل فستعرض أهم الإنجازات في أنظمة النقل والخدمات اللوجستية.
هذه المناطق الضخمة التي أنجزت منشآتها على مساحات شاسعة، سيستفاد منها بعد المعرض بحيث تصبح جزءاً من البنية التحتية لمدينة دبي بحسب العلي.
وقال العلي: إنَّ هذه الاستفادة تعد جزءاً بسيطاً من الإرث الذي سيتركه إكسبو، أما الجانب الأكبر من هذا الإرث فيتمثل في إرثه الاجتماعي، "فمع 25 مليون زيارة متوقعة، يعني أن لدينا 25 مليون فرصة للتأثير والإلهام وتغيير حياة الناس نحو الأفضل".
دبي - يونا