كشف خبراء أن ارتفاع درجة حرارة الأرض، تسبب عام 2018 في وفاة 5 آلاف شخص حول العالم، مؤكدين أن "ظاهرة التغير المناخي تمثل التهديد الأهم لكوكب الأرض خلال القرن الحادي والعشرين".
ونقلا عن صحيفة الرياض فقد تواصلت امس الاثنين جلسات "منتدى التغير المناخي" ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات في دبي، حيث تناول المنتدى سبل الرد على المشككين في وجود ظواهر سببها التغير المناخي والجهود التي تبذلها الدول ومنظمة الأمم المتحدة ومختلف هيئاتها المعنية ومنظمات المجتمع المدني من افراد ومؤسسات للحد من هذا التأثير السلبي، وانعكاسات هذا التشكيك على مواصلة تلك الجهود في وقت يسجل العالم زيادة مضطردة في الظواهر المناخية السلبية من 80 ظاهرة سنوياً في سبعينيات القرن الماضي، إلى 400 ظاهرة حاليا.
وقد حضر الجلسة النجم العالمي هاريسون فورد، نائب رئيس هيئة الحفاظ على الموارد الدولية، وماريا فيرناندا اسبينوزا، رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولوران فابيوس، رئيس المجلس الدستوري الفرنسي، وعدد من الخبراء والعلماء والمهتمين بالشأن البيئي.
وأكد المشاركون أن ظواهر وتداعيات التغير المناخي، باتت القضية الأكثر إلحاحا، وتزداد أهميتها عاماً بعد الآخر لما تشكله من تهديد للحياة على كوكب الأرض، ما استدعى المهتمين بتلك القضية بالدفع باتجاه التوصل لاتفاق دولي لمواجهتها، مع تكلل جهودهم بالنجاح من خلال التوصل إلى توقيع دول العالم لاتفاقية باريس للمناخ.
وبحسب تقرير مركز أبحاث أمراض ووبائيات الكوارث التابع للأمم المتحدة، فإن الظواهر المناخية المتطرفة، خلال العام الماضي خلّفت 9ر28 مليون شخص حول العالم بحاجة إلى مساعدات إنسانية وعلاجية طارئة.
وتطرق المشاركون إلى تقارير الأمم المتحدة التي تشير إلى تدنّي مستوى التزام دول عدة بخفض معدل انبعاثات الغازات الدفيئة المسبب الرئيس لتغير المناخ بحسب بنود اتفاق باريس للمناخ، وتداعيات إعلان الحكومة الأمريكية الانسحاب من الاتفاق بمجرد السماح لها قانوناً بذلك.
وأكدت ماريا اسبينوزا على ضرورة العمل من أجل مستقبل المناخ الذي يرسم ملامح الحاضر ومستقبل البشرية، لتفادي تأثر ملايين البشر حول العالم يومياً بتداعيات التغيرات المناخية المتطرفة.
وقالت رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة " الأرقام وتقارير تقييم الواقع المناخي عالمياً واضحه تماما، لكن الإشكالية التي نواجهها حاليا هي النزعة القومية والسياسات الحمائية التي تنتهجها بعض الدول حول العالم والتي تشكك في حدوث التغير المناخي من الأساس، الأمر الذي يخالف تماماً ما نحتاج إليه حالياً من تضافر الجهود العالمية وتسريع وتيرتها من أجل حماية كوكب الأرض".
ولفتت إلى أن العالم لا يحتمل التشيك في قضايا المناخ، لأنها تمثل مسؤولية مشتركة بين الدول كافة، مشيرة إلى أن النسبة الأغلب من انبعاثات الكربون والتي تعد المسبب الرئيسي للتغير المناخي تنتجها الدول الكبرى، فيما تتحمل الدول النامية والفقيرة الجزء الأكبر من فاتورة هذا الإنتاج فهي الأكثر تضرراً من تداعيات التغير المناخي.
وأشارت إلى أن حجم العمل المطلوب لمواجهة التغير المناخي يتطلب خمسة أضعاف الجهود المبذولة، كما يقتضي مضاعفة الاستثمارات والتمويلات الموجهة لمبادرات ومشاريع خفض مسببات تغير المناخ ومعالجة آثاره والتكيف معها بمعدل عشر أضعاف، مؤكدة أن "الدول بحاجة إلى الوفاء بقيمة 36 مليار دولار التي تم التعهد بها ضمن الاتفاقات والتعهدات الدولية بما فيها اتفاق باريس وأهداف التنمية المستدامة".