في عالم يرزح تحت ثقل التغير المناخي وانحسار الأجناس الطبيعية وندرة المياه والخطر على طبقة الأوزون وتنامي معدلات التلوث، يبدو أن بعض الحلول تستحيل مشكلات كما تظهره حالة محطات تحلية المياه وفق خلاصات دراسة حديثة.
ونقلاً عن صحيفة " الحياة " أظهرت دراسة حديثة نشرت أن محطات تحلية الماء في العالم، والبالغ عددها 16 ألفا، تنتج سموما أكثر مما تنتج الماء.
فمقابل كل ليتر من الماء العذب، يُلقى في البحار والأنهر والبحيرات ليتر ونصف الليتر من مادة طينية عالية الملوحة تسبب الاضطراب من الأنظمة البيئية.
ويتّجه العالم أكثر فأكثر إلى استخدام مصادر الطاقة النظيفة، مثل طواحين الهواء والألواح الشمسية لتوليد الطاقة بدون انبعاثات الكربون المسببة لارتفاع حرارة الأرض والتلوّث الجوي، لكن المعدات اللازمة لهذه التقنيات تتطلب أنواعا من المعادن لا يكون استخراجها من الأرض جيدا على البيئة.
ويروي الصحافي الفرنسي غيوم بيترون أنه شاهد في الصين تلالا: «قطعت نصفين» لهذه الغاية.
ويقول: «لا يمكن أن نحقق قفزة تقنية من دون تحقيق قفزة في الوعي».
وأدى ارتفاع ثمن النفط في السبعينيات، ومن ثم الأضرار المناخية، إلى الاعتماد أكثر على مصادر الطاقة الحيوية، من القمح وزيت النخيل.
وإذا كان هذا الأمر جيدا على البيئة، إلا أنه أدى إلى توسّع مساحات المزارع على حساب تقليص مساحات الغابات، فعاد وأضرّ بالبيئة.
وتنتج 35 ألف طاحونة هواء في العالم طاقة كهربائية تقدّر بخمس مئة غيغاوات، أي ما يشكّل 4 في المئة من الطلب العالمي على التيار الكهربائي.
وهذه الطاقة نظيفة لا تسبب أي ضرر على البيئة أو تلوث في الجوّ.
لكن الطواحين المرتفعة في الهواء لا تخلو أيضا من الأضرار، فهي تودي بأعداد كبيرة من الطيور تصل في الولايات المتحدة وحدها إلى 328 ألف طير سنويا.
وقد تبيّن أيضا أنها تصيب النظام البيئي باضطراب، لأن غياب أنواع من الطيور بسببها يؤدي إلى نشاط غير معتاد لأنواع حيوانية أخرى عادة ما تعيش متخفية عن هذه الطيور الكاسرة.
وأظهرت دراسة أجريت في جبال غاتس الغربية في الهند أن الطيور الكاسرة انخفضت أعدادها أربع مرات بسبب حقول طواحين الهواء، فارتفع بشكل كبير عدد الحيوانات التي تشكّل فرائسها الطبيعية.