شكلت الاكتشافات النفطية من الصخر الزيتي لدى الولايات المتحدة خلال السنوات القليلة الماضية تحولاً كبيراً لدى أسواق النفط العالمية وعلاقات المنتجين بالمستوردين، حيث كان لها دور مباشر في إحداث تغييرات جوهرية على قوى العرض والطلب وتحول كبار المستوردين إلى مصدرين جدد، ما ساهم في تغيير قوى السوق والأسعار المتداولة، إضافة إلى التأثير في إدارة الأسواق وقيادتها والتحكم بمساراتها ضمن الحدود المقبولة من قبل المنتجين والحدود المتوازنة للاقتصاد العالمي.
ونقلاً عن صحيفة " الحياة " أشار التقرير الأسبوعي لشركة «نفط الهلال» إلى أن «المعطيات الجديدة تشير إلى ارتفاع أخطار الاستثمارات المتجهة نحو الاستثمارات القائمة وتلك المتجهة لحفر مزيد من آبار النفط من الصخر الزيتي، حيث تشير البيانات المتداولة إلى أن الآلاف من الآبار التي تم حفرها والعمل بها خلال السنوات القليلة الماضية تشهد مزيداً من التراجع على جدواها الاقتصادية، إذ أن كميات النفط والغاز المستخرجة جاءت أقل بكثير من التوقعات التي بنيت عليها الاستثمارات الأساس، وهذه المعطيات تحمل الكثير من المؤشرات والتساؤلات حول جدوى استمرار التوسع في الحفر وجدوى هذه الاستثمارات».
وأضاف: «في المقابل، تشير البيانات المتداولة إلى أن ثلثي التوقعات التي قدمتها شركات الطاقة لدى عدد من المواقع كانت توقعات مبالغ فيها وبنسبة أقل بنحو 10 في المئة من التوقعات السابقة، إضافة إلى وجود صعوبات للحفاظ على مستويات الإنتاج المسجلة في السابق من دون ضخ مزيد من الاستثمارات لزيادة الانتاج وحفر مزيد من الآبار، علماً أن طفرة الزيت الصخري ساهمت في رفع ترتيب الولايات المتحدة الإنتاجي إلى أعلى مستوى على الإطلاق وصولاً إلى 11.5 مليون برميل يومياً».
ولفت التقرير إلى أن «التقلبات التي تشهدها أسعار الخام والتراجعات التي سُجِلت خلال الربع الاخير من العام الماضي والتي تجاوزت 40 في المئة، عملت على إضافة مزيد من التحديات على إنتاج النفط الزيتي، إذ أن القدرة على تخفيض الإنفاق والتكاليف المصاحبة تبدو أقل مرونة من تلك التي يتمتع بها إنتاج النفط من الآبار الاعتيادية، ما يعني أن انخفاض المرونة هو انخفاض للجاذبية والمنافسة لدى الأسواق». وأشار إلى أن «خفض إنتاج كبار المنتجين حول العالم من النفط في إطار خطط رفع الأسعار المتداولة من شأنه رفع جدوى الاستمرار في حفر مزيد من آبار الصخر الزيتي على رغم أن العمر الإنتاجي لها أقل بكثير من العمر الإنتاجي لآبار النفط العادية الأمر الذي يتطلب مزيداً من الإنفاق».
وختم بأن «التقلبات المالية والاقتصادية العالمية قد باتت تشكل حالة من عدم الاستقرار لكافة خطط الاستثمار متوسطة وطويلة الأجل ومن شأنها ايضاً الضغط على أداء أسواق النفط العالمية والرفع من مستوى عدم الاستقرار، وبالتالي فإن الإنتاج العالمي من النفط يفقد جدواه إذا ما استمرت مستويات الإنتاج على حالها في ظل تقديرات غير دقيقة لمعدلات النمو العالمي ومؤشرات الطلب الحقيقية والمتوقعة».