بحضور معالي الأمين المساعد لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الزيد انطلقت امس في العاصمة الموريتانية (نواكشوط)، فعاليات المؤتمر الإسلامي الدولي تحت عنوان: "واقع الأمة الإسلامية في ظل تحديات الغلو والتطرف العنيف".
ويناقش عدد من العلماء ورواد الفكر والباحثين في مجال الخطاب الإسلامي - على مدى يومين - محاور تتعلق بالغلو والتطرف من المنظور الإسلامي والأمة الإسلامية، وتحديات الغلو والتطرف والعولمة وتيارات العنف والتطرف والدولة المدنية في المنظور الإسلامي، حسبما ذكرت الوكالة الموريتانية للأنباء "وما".
وفي كلمته بحفل الافتتاح ، ثمن الأمين معالي الأمين المساعد لرابطة العالم الاسلامي الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله الزيد تنظيم المؤتمر في موريتانيا لدورها المتميز في مواجهة العنف والتطرف، مستعرضا جهود رابطة العالم الإسلامي في إيضاح الصورة الناصعة للإسلام من خلال حضورها في المنتديات الدولية والشراكة مع عدد من الهيئات والمنظمات العاملة في هذا المجال آملاً أن يقدم هذا المؤتمر رؤية إسلامية قوية وواضحة للتعامل مع ظاهرة الغلو والتطرف.
من جانبه قال الوزير الأول الموريتاني يحيى ولد حدمين إن تنظيم هذا المؤتمر يأتي استجابة موضوعية للتحديات الراهنة التي تواجهها الأمة الإسلامية في ظل تنامي ظواهر الغلو والتطرف وما تخلفه من انحراف في سلوك الشباب وتعطيل لقدراته وما ينجم عنها من فت في عضد الأمة وخلخلة لأمنها واستقرارها.
وأضاف: إن دواعي انعقاد هذا المؤتمر عديدة، ومراميه نبيلة، والمشاركون فيه نخبة من خيرة علماء الأمة. ولنا أن نتوقع منه نتائج قيمة تعمق تشخيص التحديات القائمة وتعين على تقديم المقترحات الناجعة الكفيلة بدرء المفاسد المترتبة عليها.
من جهته، أوضح وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي الموريتاني أحمد ولد أهل داود أن التطرف الفكري هو نتاج للفهم الخاطئ للإسلام وتحريف لمقاصده المتنورة سعيا إلى تشويه المسلمين ونعت نهجهم القويم بالكراهية والعنف.
وقال إن هذا المؤتمر يتنزل في إطار التصدي لمثل الفهم الخاطئ وسعيا إلى نقاش أوضاع الأمة في ضوء ما يشهده العالم من انحراف فكري وتطرف عنيف سبيلا إلى إظهار قيم الإسلام الناصعة ومقوماته الحضارية وما تحتضنه من معاني وضاءة قوامها السلم والتسامح والتقارب وتبادل الآراء والتجارب حول الإكراهات التي تواجه الأمة وأنجع السبل لمواجهتها وتحليل أسباب ظاهرة الغلو والتطرف الغريبة على الإسلام والمسلمين وتفعيل دور الشباب واستنهاض همم العلماء وأصحاب الرأي وهيئات المجتمع المدني ليساهم الكل مساهمة معتبرة في الحد من هذه الظاهرة.
وتحدث الشيخ عبد الله بن بيه، رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة عن المنهج الوسطي الذي يسعى إلى تعزيز ثقافة التعايش السلمي في المجتمعات الإنسانية والمسلمة وإحياء القيم المشتركة كالسلم والرحمة والعدل.
وبيّن ولد بيه أن الوسطية تسعى إلى تصحيح المفاهيم باعتماد المنهجية العلمية الرصينة لمعالجة الفكر المأزوم وآثاره. ودعا العلماء إلى العمل على تصحيح المفاهيم المغلوطة وتوضيح المنهج.
بدوره، بيّن وزير الإرشاد والأوقاف في جمهورية السودان بوبكر عثمان أن ظاهرة الغلو والتطرف ظاهرة دخيلة على الأمة الإسلامية وعلى العلماء والمفكرين مواجهتها بنشر الفهم الصحيح للشريعة الإسلامية ولنصوصها الصريحة والواضحة، مبرزا أن مؤتمر نواكشوط سيكون نقطة تحول في دراسة ظاهرة الغلو والتطرف العنيف.
م.ب