هو منتج طبي تقني معتمد اسمه "القرص الذكي"، يدخل الجهاز الهضمي ويتواصل مع الأطباء ويشاركهم المعلومات حول الأعراض المرضية. وهناك احتمالٌ كبيرٌ أن يُحدث ثورةً في طرق التشخيص والعلاج في المستقبل القريب.
الشعور بالامتلاء، الغاز، الشبع، الانتفاخ البطني المزمن، وحالاتٌ أخرى شائعةٌ جداً بين الأفراد الذين تخطَّوا سن الخمسين، هي أعراضٌ شكَّل التشخيص النهائي لها بالتكنولوجيا المتوفّرة تحدياً كبيراً للأطباء، نتيجة تقاطعها، والالتباس الذي يقع فيه المتخصصون بسبب ذلك. لكن القرص الذكي حل هذه المشكلة بطريقة سهلة وغير موجعة ودقيقة وغير مكلِّفة.
يتألَّف النظام من كبسولة قابلة للامتصاص، تحتوي على بطارية عمرها خمسة أيام، كافية لقطع المسافة الكاملة للجهاز الهضمي التي يبلغ طولها حوالي 11 متراً. وتقيس هذه الكبسولة الضغط ودرجة الحموضة ووقت العبور (المدة التي يحتاجها الجهاز الهضمي لتمرير الغذاء عبر مكوّناته) ودرجة الحرارة أثناء ذلك. وتسمح الكبسولة المعتمدة على جهاز استشعارٍ صغير، بتقييم وظيفي للجهاز الهضمي من خلال اختبار واحد. وتوفر معلومات تشخيصيـة قيِّمة، بما في ذلك وقت إفراغ المعدة، ووقت عبور القولون، وغير ذلك.
وتحتسب هذه الكبسولة وقت عبور القولون من أجل تقييمه عند مرضى الإمساك المزمن والتمييز بين إمساك العبور البطئ والعادي. وتقيس أيضاً وقت العبور الصغير والكبير في القناة الهضمية، الذي يستخدم كمقياس بديل لمرضى الإمساك المزمن عندما لا يمكن تحديد وقت العبور القولوني وحده.
ويحدّد نظام القرص الذكي هذا مواقع الاضطراب في القناة الهضمية عند وجود أعراض حركية متداخلة. وهو نظامٌ متقدمٌ يسمح بفهم السبب الجذري لاضطرابات الحركة المرضية، ويساعد على تطوير خطط العلاج المناسبة. وبوجود برنامجٍ معه سهل الاستخدام، فإن تحليل نتائج الدراسة يصبح بسيطاً.
فبدلاً من التقاط صور لجزء داخلي من الجسم، يقيس القرص حركة الأمعاء بالكامل. وتُنقل البيانات حول الجهاز الهضمي لاسلكياً إلى جهاز تسجيلٍ يمكن ارتداؤه على مشبك حزام أو حول العنق أثناء القيام بالأنشطة اليومية كي لا يعيق الإيقاع اليومي للمريض. ويقول الاختصاصي في الجهاز الهضمي الدكتور مايكل كلاين في هذا الصدد: "يلتقط المسجل البيانات ونقوم بتنزيلها إلى جهاز كمبيوتر، من البداية إلى النهاية. وبذلك يمكننا الحصول على كل هذه البيانات وقياسات الحركة من دون أي أسلاك مرفقة ومن دون أشعة سينية".
واعتماداً على مدى بطء الحركة في الأمعاء، يعمل النظام عادةً لمدة تتراوح بين ثلاثة وخمسة أيام. فإذا كان لدى المريض حركة طبيعية، تبقى الكبسولة في المعدة لمدة تقل عن أربع ساعات، وفي الأمعاء الدقيقة لمدة أقل من ست ساعات، وفي الأمعاء الغليظة أو القولون لمدة تقل عن 59 ساعة.
وعند التطبيق، كشف الجهاز عن اضطرابات حركية عامة في %51 من المرضى. وتمت السيطرة على %30 من المرضى الذين يعانون من اضطرابات دنيا، و%88 من المرضى الذين يعانون من اضطرابات عالية.
وتمكن هذا النظام من الكشف عن مرض يصعب اكتشافه بالطرق السابقة لأنه يتماهى مع عوارض أخرى مثل الإمساك وغيره، وهو يسمى خَزَل المعدة "gasTroparesis" الذي يتسبب في تحرك الطعام ببطء بشكل غير طبيعي من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة، ويُعدُّ نوعاً من الشلل الجزئي.
ويستطيع هذا النظام أن يحل محل ثلاثة فحوصات كانت تجرى سابقاً للوصول إلى النتيجة نفسها. ويقلل تكلفة الإجراءات المنفصلة والرسوم المرتبطة بها بنسبة %50. ويستطيع مراقبة المريض من ناحية مدى مواظبته على تناول أدويته من دون أي إزعاج.