تتراص المقاعد الدراسية ـ على غير العادة ـ هذا العام، داخل فصول مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في قطاع غزة.
بعضها التصق بحائط "السبورة" استغلالا للمساحة رغم ما يشكله ذلك من عائق لرؤية ما يكتبه المعلم، وحركة الأخير بين الطلبة والمقاعد.
ويشتكي عشرات الطلاب من الازدحام داخل الفصل، إذ بات عدد الطلاب بالفصل الواحد يقترب من (50)، فيما يجلس ثلاثة على المقعد الواحد الذي يتسع لاثنين في بعض المدارس.
وحرمهم هذا التكدس، بحسب شكاويهم، من المشاركة الحرة والفاعلة والتركيز المطلوب خلال الحصة الدراسية.
ويعجز المدرسون عن الحركة بين المقاعد نظرا لضيق المساحة داخل الصف بسبب ما وصفوه بـ "تكدّس الطلبة".
وأثار تكدس الطلاب داخل الصفوف غضب أولياء الأمور، ما دفعهم إلى الخروج في احتجاجات لعدة مرات في مناطق متفرقة بقطاع غزة.
وقال المجلس: "إدارة أونروا خرجت علينا بقرار جديد، وهو تغيير التشكيل المدرسي المتفق عليه، ما تسبب في تكديس الطلبة داخل الصفوف".
وأشار المجلس أن ذلك "يساهم في زيادة المعلمين، وبهذا تصبح أعداد المعلمين والمعلمات في المدارس أكثر من العدد اللازم"، ما قد يمهّد للاستغناء عن بعضهم.
لكن اتحاد موظفي "أونروا" يعتقد بأن هناك أسبابا، تسببت بهذا الازدحام داخل صفوف مدارس الوكالة.
محمود حمدان رئيس قطاع المعلمين في الاتحاد بغزة، يقول إن الأمر يأتي ضمن سلسلة التقليصات والمضايقات على الوكالة، حيث أفرغت الوكالة غرفا دراسية كاملة وضمتها إلى غرف أخرى.
من جانب آخر، ستضطر وكالة "أونروا" إلى الاستغناء عن 250 مدرسا يعملون في مدارس مختلفة تابعة لها، وفق حمدان.
وأشار إلى أن تلك الإجراءات من شأنها أن تزيد معدلات "البطالة والفقر في قطاع غزة".
ودعا حمدان لجان اللاجئين التابعة لمنظمة التحرير ومجلس أولياء الأمور إلى التدخل العاجل لـ "رفض هذا الأمر الذي يضر بمصلحة الطالب".
وأعرب حمدان عن تخوفاته من توجه "أونروا" للاستغناء عن أعداد من موظفيها في قطاع التعليم بغزة، لذا دعا إلى ضم ميزانية الوكالة للأمم المتحدة.