يحتاج العالم إلى الأعضاء والأنسجة من المانحين والمتبرعين بأعداد تفوق بكثير عن المتاح بالفعل، ولكن ربما لن يستمر هذا الحال لفترة طويلة.
بحسب موقع "Futurism"، يقوم الباحثون في جميع أنحاء العالم باستكشاف طريقة الطباعة ثلاثية الأبعاد لكل أعضاء جسم الإنسان بداية من القلوب إلى الرئتين.
وظلت هذه الأعضاء الصناعية حتى الآن حبيسة التجارب في المختبرات، لكن تدّعي إحدى الشركات الناشئة أنها جاهزة تقريبًا لتجربة زراعة قرنية للعين البشرية لتصبح أول عضو من الجسم يكون مطبوع ثلاثي الأبعاد ويصل إلى هذه المرحلة.
قريبا في بنوك العيون
إن القرنية عبارة عن قطعة رقيقة من نسيج شفاف في مقدمة العين تشبه العدسات اللاصقة اللينة وهي عرضة للمرض والإصابة.
وأعلنت شركة Precise Bio في نورث كارولينا عن تلك الخطوة لتطوير أبحاثها في الطباعة البيولوجية الشهر الماضي، بعدما نالت بالفعل درجة الامتياز لكونها أول من نجح في زرع القرنية المطبوعة ثلاثية الأبعاد في عين حيوان.
وأكد الرئيس التنفيذي للشركة، آريه بات، في بيان صحفي، أن هذا السبق يجعل خطوة زرع قرنية في عين بشرية قريبا للغاية.
وأضاف آريه بات في تصريحات، نشرها موقع دورية IEEE Spectrum، التي يصدرها معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات، أن Precise Bio تعطي أولوية لطباعة ثلاثية للقرنية موضحا أن الشركة "تعتزم وضع طابعات ثلاثية للقرنية في بنوك العيون". وأنه "يمكن للأطباء الآن استخدام الأنسجة المطبوعة، بدلا من استخدام الأنسجة الخاصة بالمتبرعين".
هبة الإبصار
ووفقا لـIEEE Spectrum، تسعى Precise Bio حاليا للحصول على الضوء الأخضر من الجهات التنظيمية من أجل إجراء التجارب الأولية لقرنياتها المطبوعة بيولوجيا على الإنسان.
وإذا سارت الأمور على ما يرام، ستمثل تلك الخطوة نقلة ذات تأثير ضخم.
يقول كيفن كوركوران، الرئيس والمدير التنفيذي لجمعية بنك العيون الأميركية: "يقدر عدد الأشخاص الذي يعانون من عمى القرنية بـ10 ملايين على مستوى العالم، وهم يفتقرون، في المقام الأول، إلى علاج فعال بأسعار معقولة".
ويوما ما في المستقبل غير البعيد، سيمكن لهؤلاء المرضى استعادة هبة الإبصار، لأن أطباءهم سيستطيعون ببساطة طبع قرنية ثلاثية الأبعاد على إحدى طابعات Precise Bio.