أكدت الدكتورة لمیاء أحمد شافعي، أستاذة التاریخ الإسلامي بجامعة أم القرى، أن مكة المكرمة ظلت على مر العصور مركز الجاذبیة الثقافیة في العالم الإسلامي، وأھم المراكز العلمیة لاستقطاب علماء المشرق والمغرب، ومن ثم فقد ظھر في المجتمع المكي مجموعات من العوائل ذات المكانة العلمیة والأھمیة الثقافیة، وكان من أكبر ھذه العوائل: بنو الفاسي وبنو فھد وبنو القسطلاني والنویریون والطبریون، ومن أشھر ھذه العوائل المكیة عائلة بني فھد التي اشتھرت بالفھود، وبرزت في القرن الثامن الھجري الثالث عشر المیلادي، واستمر ظھورھا وتألقھا إلى القرن العاشر الھجري السادس عشر المیلادي، وتنتمي إلى جد علوى اسمھ: محمد بن الحنیفة ویرجع نسبھم إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنھ، ولد محمد سنة 787ھـ- 1385م، وشغل منصب» قاضي القضاة» وعرف بالجمال الھاشمي وسمي «ابن فھد»، امتدت حیاة ھذه العائلة إلى أواخر القرن العاشر الھجري / 16م، اشتھر منھم حفاظ أربعة في سلسلة واحدة، قال عنھم محدث المغرب الشیخ الكتاني: في فھرس الفھارس» وأنت إذا تأملت َّ قل أن تجد في الإسلام أربعة من الحفاظ في سلسلة واحدة من بیت واحد، یتوارثون الحفظ والإسناد غیر ھذا البیت العظیم».
جاء ذلك في سیاق محاضرتھا عن «مكة المكرمة في عیون مؤرخیھا من عائلة الفھود»، في الصالون النسائي الثقافي بأدبي جدة، یوم الأول من أمس، ونقلا عن صحيفة المدينة فقد قدمت شافعي نبذة عن أوائل من ألف في التاریخ المكي بصفة عامة، وظھورعائلة الفھود بنمط كتابي خاص عن التاریخ الحولي المكي، وھو نظام تسجیل الأخبار بما یعتمد على عرضھا میاومة ومشاھرة، بحیث َ تسجل وتوردَ الأخبار المتعلقة بالأیام المتتالیة من الأشھر المتوالیة في السنة، لذا لا یجد القارئ فیھا وحدة موضوعیة تتناول قضیة معینة من قضایا التاریخ وحوادثھ، وإنما یكون علیھ أن یتتبعھا وینتقیھا من أخبار الأیام والأشھر والسنوات.