![من المصدر إمام المسجد النبوي: اجتماع الحجاج في موقف واحد إعلام وتذكير بفضل هذه الامة وعلو شأنها](/mwn/sites/default/files/2018-08/1%20%283%29%284%29_m.jpg)
ألقى فضيلة الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم إمام وخطيب المسجد النبوي خطبة الجمعة اليوم حيث تحدث فضيلته بأن مواسم الخيرات تتجدد على العباد فضلاً من الله وكرماً , فما إن تنقضي شعيرة إلا وتحل مكانها أخرى , وها هي طلائع الحجاج قد أمت بيت الله العتيق , ملبين دعوة إبراهيم الخليل عليه السلام (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ).
وذكر فضيلته أن الحج عبادة في الإسلام عظيمة ، فهو خامس الأركان ومن أجلّ الطاعات وأحبها إلى الله ، سئل النبي صلى الله عليه وسلم :"أي الأعمال أفضل ؟ قال إيمان بالله قال : ثم ماذا ؟ قال : الجهاد في سبيل الله قال ثم ماذا ؟ قال :حج مبرور "متفق عليه .. وبالحج محو أدران الذنوب والخطايا ،قال صلى الله عليه وسلم " والحج يهدم ما كان قبله " ، وهو طهرة لأهله ونقاء ، قال صلى الله عليه وسلم :"من حج فلم يرفث، ولم يفسق ، رجع كيوم ولدته أمه ".. متفق عليه .
وبين فضيلته أن الحج مدرسة لتحقيق الأتباع والتأسي بسيد الخلق صلى الله عليه وسلم , فلا نسك ولا أي عبادة أخرى على التمام والكمال إلا ما فعله عليه الصلاة والسلام وكان على هديه , قال عليه الصلاة والسلام :" لتأخذوا مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه ", ومن مقاصد الحج العظمى إقامة ذكر الله والاكثار منه , قالت عائشة رضي الله عنها : " إنما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله ".
وأكد فضيلته بأن الحج طاعة يصحبها طاعات , مليء بالمنافع والعبر والآيات , ففيه إخلاص القلب لله تعالى وتسليم النفس له عبودية ورقاً , قال شيخ الاسلام رحمه الله : " الحج مبناه على الذل والخضوع لله ولهذا اختص باسم النسك ", وفي الحج يأتلف المسلمون وتقوى أواصر المحبة بينهم , وفي اجتماع الحجاج في موقف واحد إعلام وتذكير بفضل هذه الأمة وعلو شأنها , وخير الحجاج أحسنهم خلقاً , وبه يكتسب العبد الصفات والأخلاق الحميدة , قال تعالى :( فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ), ومن كف نفسه المحظورات في حجه فحري به أن يكفها عن المعاصي في كل زمان ومكان .
وبعد أيها المسلمون : فثمرة الحج إصلاح النفس وتزكيتها , والظفر برضى الله تعالى والفوز بجنات النعيم , والموفق لذلك من أدى حجه بنية صالحة خالصة , وعلى علم وبصيرة ,من نفقة طيبة حلال , وأحيا قلبه ولسانه بذكر الله .
وفي الخطبة الثانية أكد فضيلته بأن التفاضل بين الليالي والأيام داع لاغتنام الخير فيها , وعما قريب تحل بنا أفضل الأيام عند الله , قال عليه الصلاة والسلام " أفضل أيام الدنيا أيام العشر " , فأكثروا فيها من ذكر الله وتلاوة كتابه العظيم , قال تعالى ):ويذكروا اسم الله في أيام معدودات ).
واختتم فضيلته الخطبة بأنه يستحب في العشر صيام التسعة الأولى منها , وخص منها يوم عرفة لغير الحاج بمزيد من الفضل فصيامه يكفر السنة الماضية والباقية , ومن أراد أن يضحي فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره ولا من بشرته شيئاً بعد دخول شهر ذي الحجة حتى يضحي , أما الوكيل على الأضحية أو المضحي عنه إذا كان حياً فلا يلزمه شيء من ذلك.