استعرضت الجمعية العامة للأمم المتحدة في اجتماع رفيع اليوم الجهود الدولية المبذولة لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب /الإيدز/، والعقبات التي لا تزال تعترض جهود العلاج.
وفي مداخلته أمام الجلسة الافتتاحية أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن العالم يحرز تقدما جيدا نحو إنهاء وباء الإيدز بحلول عام 2030. مشيرا إلى أن المزيد من الناس بات بإمكانهم الوصول إلى اختبار الفيروس وعلاجه، ولا سيما في وقت توسعت فيه فرص الوصول إلى العلاج لتشمل أكثر من 20 مليون شخص منذ عام 1990.
وأشار غوتيريش إلى أنه وفي ظل انخفاض احتمال انتقال المرض من الأم إلى الجنين وبالتالي انخفاض عدد الأطفال المصابين بالإيدز فإن العالم يقترب من إيجاد جيل خال من الإيدز.
وحذر الأمين العام من أن التقدم المحرز مع ذلك متفاوت وهش. ففي جميع القارات، لا يزال أكثر السكان المعرضين لخطر الإصابة، متأخرين عن ركب التقدم.
ودعا غوتيريش بوجه خاص إلى تمكين الشباب لحماية أنفسهم من الإيدز من خلال توفير مجموعة كاملة من الخدمات والحقوق المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية، والحد من الضرر بالنسبة للأشخاص الذين يتعاطون المخدرات، والحصول على العلاج بالنسبة للشباب المصابين بالفيروس. وأضاف أن الوقاية هي المفتاح لكسر دورة انتقال المرض. إذ تركز خارطة طريق الوقاية لعام 2020 صراحة على الفتيات المراهقات والشابات والفئات الرئيسية المعرضة للخطر.
وأشار إلى أن جهود إنهاء الإيدز يرتبط بقضايا أخرى مثل القضاء على الملاريا والسل، والحصول على الأدوية، والتهديد المتزايد للميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية.
وقال "إن التقدم نحو إنهاء هذا الوباء لم يكن ممكنا بدون الدعوة القوية والتضامن وروح المسؤولية المشتركة التي يجب أن نحافظ عليها. في هذه اللحظة المحورية، يجب أن نجدد تركيزنا والتزامنا المشترك بعالم خال من الإيدز. الوباء لم ينته بعد، ولكن بإمكاننا القضاء عليه. يجب علينا جميعا القيام بدورنا." واختتم الأمين العام حديثه بالدعوة إلى المضي قدما بروح جريئة وجديدة نحو استكشاف سبل التغلب على مرض الإيدز وتوفير الصحة والرفاهية للجميع.
ومن جانبه استعرض رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ميروسلاف لايتشاك، الإسهامات التي حققتها جهود مكافحة الإيدز حتى الآن في مجال تخفيض نسبة الإصابات الجديدة أي بنسبة 40% بين عامي 2000 و2016.
وذكر بأن لهذا الفيروس تأثيرا مدمرا ومميتا على الناس في جميع أنحاء العالم. وذكر بوفاة نحو مليون شخص عام 2016 بسبب هذا المرض و الأمراض المرتبطة به.
ولفت إلى أن الأدوية والعلاجات الجديدة غير متاحة للجميع، مشيرا إلى أن هناك 53 % فقط من الناس يحصلون على العلاج المضاد للفيروسات وهو الأمر الذي يتطلب من المجتمع الدولي مضاعفة جهود الوقاية والعلاج.
وأعرب لايتشاك عن تطلعه للإجتماع رفيع المستوى المزمع عقده في سبتمبر المقبل بشأن الأمراض غير المعدية، والتي يزداد خطرها بشكل كبير بين المصابين بمرض الإيدز.