نوه فضيلة الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير إمام وخطيب المسجد النبوي في خطبة الجمعة اليوم : أيها الصائمون ..لقد مضت من رمضان غرره وحلت بنا عشره ، فالسرع السرع والوحا الوحا والجد الجد ، سابقوا مهل شهركم قبل أن تطوى أيامه وتقوض خيامه، وبادروا رمضان قبل أن يرتحل واغتنموه قبل أن ينتقل.
وتابع فضيلته :عجبا ممن يدرك رمضان فلا يصلحه صيامه ولا يهزه قيامه ولا تغيره أيامه ، عجبا ممن يدرك رمضان ويطمع في الجنة والمغفرة والعتق من النار ثم يضيعه في الملهيات والمنهيات والمحرمات ويا ضيعة من فاته خير رمضان ويا شقوة من أضاع شهر رمضان .
يا من تسأل عن غبار الطريق، وغربلة الدقيق، وابتلاع الريق هل تفسد الصوم أم لا يا من تحترزعن هذه الأمور اليسيرة وتفرط في الأمور الجليلة احترز من كبائر الفواحش والآثام، احترز من أكل مال أخيك المسلم، وفري عرضه، وغشه وظلمه، وخديعته والاحتيال عليه.
وهل صام من كف عن الأكل والشرب في نهار رمضان ولم يكف عن إهمال أولاده وتركهم عند مطلقته بلا إحسان ولا شفقة ولا سؤال ولا نفقة.
وهل صامت من حرمت أولادها رؤية والدهم مطلقها وزيارته وشجعتهم على العقوق والفسوق .
وهل صام من حرم أولاده رؤية أمهم مطلقته التي لا هناء لحياتهم إلا بشم ريحها وعبيرها ورؤية وجهها والاستدفاء بحنانها.
وهل صام من هجر زوجته وتركها مظلومة مهضومة معلقة لا زوجة ولا مطلقة .
وهل صام من عق والديه وهجرهما وتعالا عليهما وضجر من خدمتهما فإن سئل بخل، وإن عوتب جهل، وإن رجي خيب، وإن طلب تغيب لا إلا عنفا، ولا يعطي إلا خوفا، ولا يعرف إلا سوف .
وهل صام من نام عن الفريضة وأخرج الصلاة عن وقتها و لم يصل الظهر والعصر إلا بعد خروج أوانها وزمانها واعتاد ذلك في أيام رمضان كلها هل صام من أكل ميراث إخوانه وأخواته وغصب حق اليتامى والمساكين واستولى على غلة الاوقاف وحرم المستحقين .
نعم صام صياما مجزئا ومسقطا للواجب، ولكنه صوم متلبس بالزور والإثم والظلم مصاحب للكبائر والعظائم قد لا يقوم ثواب صيامه في موازنة إثم ظلمه وإجرامه فاتقوا الله يا من أمسكتم عن المفطرات والمفسدات أثناء الصيام وفعلتم ما يجب على المسلم اجتنابه ويحرم عليه ارتكابه على الدوام
وصل صلاة من يرجو ويخشى وقبل الصوم صم عن كل فحشا
يا من صمت عن الأكل والشرب في نهار رمضان: صم الظلم والحرام صم عن قهر الضعيف وأخذ حقه دون رضاه .
يا ذا الذي صام عن الطعم ليتك قد صمت عن الظلم هل ينفع الصوم امرءا ظالما أحشاؤه ملأى من الإثم
إذا لم يكن في السمع مني تصامم وفي مقلتي غض، وفي منطقي صمت
المدينة المنورة - معاد