أكد خبراء مصرفيون استمرار ريادة المصارف الإسلامية في إثراء المسؤولية الاجتماعية وانعكاسها على أدائها المالي لتحقيق التكافل المجتمعي، إلى جانب تعزيز دورها في تمويل التنمية الاقتصادية في الدول العربية لتجنيبها الأزمات.
وأوضح الخبراء، خلال فعاليات مؤتمر وجائزة المسؤولية الاجتماعية في المصارف الإسلامية الثاني لعام 2018 تحت عنوان "البنوك الإسلامية ودورها في تجاوز الأزمات المالية وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية"، المنعقد في المنامة حاليا، أن برامج التمويل الإسلامي آخذة بالنمو لتحقيق أثر إيجابي في الأمن الاقتصادي والاجتماعي من أجل تلبية احتياجات الأفراد وتحصين المجتمعات.
وقال عدنان يوسف، الرئيس التنفيذي لمجموعة البركة المصرفية ورئيس مجلس إدارة جمعية مصارف البحرين، إن البنوك الإسلامية ما تزال رائدة في تمويل المشاريع الخيرية وبرامج المسؤولية الاجتماعية على مستوى البحرين والمنطقة، لافتا إلى أن البنوك التقليدية بدأت تهتم بتطوير أعمالها المصرفية بما ينسجم مع احتياجات المجتمعات وطرح منتجات تخدم العمل الخيري.
وذكر عدنان يوسف أن مجموعة البركة المصرفية تعتبر أول بنك إسلامي يضع دليلا خاصا بالمسؤولية الاجتماعية، وسيواصل جهوده الحثيثة للارتقاء بالعمل الخيري ودعم برامج المسؤولية الاجتماعية.
وبين بأن مبادرة الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية جاءت لتنظيم مؤتمر متخصص في مجالات المسؤولية الاجتماعية وتطبيقاتها في المصارف الإسلامية بالمنطقة العربية، بهدف تسليط الضوء على إنجازات هذه المصارف في مجالات الخدمة والتنمية المجتمعية والتعريف بدورها في تحقيق تنمية المجتمعات، وكذلك الإشارة إلى التطور الذي شهده قطاع المصارف الإسلامية في مجالات المسؤولية الاجتماعية للتعامل مع الأزمات المالية في مواطن عملها.
وأوضح عدنان يوسف ان المسؤولية الاجتماعية للمصارف الإسلامية ليس فقط قيامها بجمع الزكاة من المودعين أو من المساهمين وتوزيعها على مستحقيها، أو القيام والمساهمة في بعض الأعمال الخيرية، ولكن المراد هو مدى تحقيق المصارف الإسلامية ومن خلال تعاملها مع المدخرين والمستثمرين للتنمية الاقتصادية والاجتماعية داخل المجتمعات التي تتواجد فيها.
وأكد ان المصارف الإسلامية قامت منذ انطلاقتها الأولى على فكر تنموي واستثماري مسؤول بأدوات مبتكرة، ولاقت هذه المصارف ترحيبا من المجتمعات التي احتضنتها، مما ساهم في تطوير ممارساتها المصرفية والمجتمعية، وبالتالي أصبح لزاما عليها أن تقدم للمجتمع حقوقه عليها عبر ممارسات مهنية مسؤولة.
بدوره، قال رئيس مجلس إدارة الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية البروفسور يوسف عبدالغفار، إن السنوات الأخيرة شهدت توسعا مذهلا في حجم ونطاق وقدرات المؤسسات المصرفية الإسلامية في جميع أنحاء العالم، وأصبح لهذه المؤسسات دور بارز في تنفيذ المشروعات الإنمائية، وتصميم منتجات مصرفية خلاقة تساهم في تلبية الحاجات المجتمعية جنبا إلى جنب مع جهود المؤسسات الحكومية والخاصة والمجتمعية.
وأوضح أن المؤسسات المصرفية الإسلامية أصبحت جهات مهمة لتقديم الخدمات الاجتماعية وتنفيذ برامج التنمية الأخرى كمكمل للعمل الحكومي، وداعمة له عبر برامج متقنة وذات أثر وعائد اجتماعي، أطلق عليها برامج المسؤولية الاجتماعية، إضافة إلى استمرارها في تطوير أعمالها الرئيسية في المجالات المصرفية. وأكد أن لدى المؤسسات المصرفية الإسلامية قوة مؤثرة لصالح تنمية المجتمعات عبر توظيف الأداء الاحترافي المصرفي التوظيف الأمثل وبما يتوافق مع الدور المأمول من هذه المؤسسات المصرفية من المجتمع المستهدف بخدماتها.
المنامة - يونا