أقام المنتدى العالمي للوسطية يوم 6 يناير الجاري في العاصمة عمّان، ندوته الشهرية بعنوان "القدس توحدنا"، بمشاركة عدد من المفكرين والباحثين من ذوي العلاقة والاهتمام بالقضية الفلسطينية والقدس والواقع السياسي والدبلوماسي.
ووفق الموقع الالكتروني للمنتدى، شارك في الندوة عبدالله كنعان أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس بمحور بعنوان (الأهمية الدينية والتاريخية لمدينة القدس) بيّن فيه أن القدس عربية منذ الأزل ويمتد تاريخها العربي لأكثر من خمسة آلاف سنة، الأمر الذي أعطاها بعداً عربياً وإسلامياً. كما تناول البعد الاسلامي في مدينة القدس من لدن عمر بن الخطاب الذي حافظ على هويتها العربية والاسلامية، ومنع اليهود من البقاء فيها، إلى العهد الأموي الذي ظهرت ملامحه في بناء المقدسات الإسلامية، ثم العهد العباسي، والمملوكي والأيوبي، والعثماني حتى العهد الهاشمي الحديث.
ثم تناول الدكتور سمير المطاوع محوراً آخر هو (تقييم ردود الفعل العربية والإسلامية والعالمية: الواقع المأمول، الممكن والمتوقع).
وعرج الدكتور المطاوع في هذا المحور إلى حجم الردود وقدرتها على إحداث التغيير المطلوب، وطبيعة هذه الردود، وتوزيعها الجغرافي محلياً وإقليمياً وعالمياً، وقال: إن ردود الأفعال من الجميع تشابهت في الجوهر، وإن تنوعت من حيث المفردات والكلمات، فلم تكن أكثر من كلمات وأحاديث في الهواء تبخرت بمجرد إذاعتها لأنها في الواقع لم تأت بأي نتيجة.
وقال إن اسرائيل تمادت بعد ردود الأفعال تلك، فأصدر الكنيست الاسرائيلي قانونا يحظر على أي حكومة إسرائيلية أن تفاوض بشأن القدس، مجرد تفاوض، مع أن معاهدات السلام بين اسرائيل وكل من مصر والأردن واتفاقات اوسلو تجعل القدس موضوعاً للمفاوضات النهائية.
أما الدكتور كامل ابو جابر فقد تناول محور: الآثار البعيدة بالاعتراف بالقدس عاصمة اسرائيل على مستقبل المنطقة، فقال: يتطلب العمل الفوري على تحديث مناهج التريبة والتعليم بالاحتكام إلى العقل وأساليب التجربة والخطأ، وبالطبع دون التخلي عن القيم الروحية والاجتماعية المنسجمة تماماً مع واقعنا.
بدوره أكد المهندس مروان الفاعوري الأمين العام للمنتدى رئيس الندوة أن فلسطين والقدس هذه الأيام تتعرض لمحنة من أشد المحن وأخطرها من خلال الاعلان والقرار الظالم للإدارة الأمريكية الداعي بأن تكون القدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل السفارة الأمريكية وعمليات التهويد المستمرة منذ عام 1967 والاقتحامات المتكررة التي تقوم بها السلطات الاسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك وبشكل شبه يومي.
وأبرز المهندس الفاعوري في مداخلته، مكانة القدس التاريخية والدينية والشرعية والإنسانية، وقال إن قداستها وأهميتها ليس لأهلها، فقط بل للعالم الاسلامي بأسره، والإنساني كذلك، فهي مدينة المقدسات، الأمر الذي يدفع كل دولة عربية وإسلامية إلى أن تعلن نصرتها للقدس وأهلها، حتى يستوعب العالم أن قضية القدس ومصيرها لا يقرر من طرف دولة أو شخص، بل لا بد من موقف عالمي دولي وإنساني.
وأكد أن المنتدى سيبذل ما وسعه الجهد ليجعل من قضية القدس قيمة فكرية وثقافية تحضر في كل محفل فكري وثقافي.
م.ب
عمان - يونا