رغم ما أحرز من تقدم كبير طوال العقدين الماضيين في مكافحة السل، لا يزال المرض يتصدر قائمة الأمراض الفتاكة والمعدية في جميع أرجاء العالم. إذ يحصد أرواح ما يزيد على 4500 شخص يوميا. وفضلا عن ذلك، يشكل ظهور السل المقاوم للأدوية المتعددة تهديدا كبيرا يتربّص بالأمن الصحي، وقد يعرض المكاسب المحققة في ميدان مكافحته للخطر.
ومن أجل رفع مستوى الوعي العام بما يخلّفه الوباء من آثار صحية واجتماعية واقتصادية مدمّرة، ولتكثيف الجهود الرامية إلى إنهاء هذا الوباء عالميا، تحيي منظمة الصحة العالمية اليوم العالمي للسل في 24 آذار/ مارس من كل عام.
ويركز موضوع العام على الحاجة إلى قادة لإيجاد عالم خال من السل، بغرض وضع التزامات لإنهاء مرض السل؛ ليس فقط على المستوى السياسي مع رؤساء الدول ووزراء الصحة فحسب، بل على جميع المستويات، انطلاقا من رؤساء البلديات والمحافظين وأعضاء البرلمان وزعماء المجتمعات المحلية ووصولا إلى المتضررين من المرض والناشطين من المجتمع المدني والعاملين الصحيين والمنظمات غير الحكومية وغيرهم.
ويكتسي الموضوع، بحسب مركز أنباء الأمم المتحدة، أهمية سياسية حاسمة في ضوء الاجتماع رفيع المستوى المقبل بشأن القضاء على السل، الذي سيعقد في نيويورك في وقت لاحق من هذا العام ويجمع رؤساء الدول. ويأتي الاجتماع في أعقاب انعقاد مؤتمر وزاري ناجح بشأن القضاء على السل في موسكو في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، وأفضى إلى تعهد وزراء وقادة 120 بلدا بالتزامات لتسريع وتيرة التقدم المحرز في إنهاء المرض.
ووفق بيانات منظمة الصحة العالمية أصيب 10.4 مليون شخص بالسل العام الماضي، وحصد المرض أرواح 1.8 مليون شخص آخر في عام 2016، بما يجعل المرض يتصدر قائمة الأمراض الفتّاكة والمعدية في جميع أنحاء العالم.
ومع أن السل يمكن أن يصيب أي شخص، إلّا أنه ينتشر بشكل خاص بين الفئات السكانية الفقيرة والمهمشة، والأخرى المعرضة للخطر مثل المهاجرين واللاجئين وأفراد الأقليات العرقية وعمال المناجم وغيرهم ممّن يعملون ويعيشون في مواقع خطرة والمسنين والنساء والأطفال.
وتزداد خطورة التعرض للإصابة بالسل في ظل سوء التغذية ورداءة السكن والمرافق الصحية. كما تزداد درجة التأثير بفعل عوامل خطر أخرى مثل استهلاك التبغ و الكحول والإصابة بداء السكري.
جنيف - يونا