وقعت شركة فلسطين للاستثمار العقاري "بريكو"، الذراع الاستثماري لمجموعة "باديكو القابضة" في القطاع العقاري، مع كل من مؤسسة التمويل الدولية (IFC)، الذراع الاستثماري لمجموعة البنك الدولي، وبرنامج كندا لتغيير المناخ، والوكالة الدولية لضمان الاستثمار، اتفاقيات خاصة بتمويل مشروع الطاقة المتجددة التي تنوي "بريكو" إقامته في منطقة غزة الصناعية بتكلفة إجمالية تبلغ 12 مليون دولار، وطاقة إنتاجية 7 ميغاواط.
وجرى توقيع الاتفاقيات في مدينة رام الله، بين مجموعة باديكو القابضة ممثلة بعضو مجلس إدارة "باديكو" بشار المصري، والبنك الدولي ممثلا بمدير البنك في الضفة الغربية وقطاع غزة مارينا ويس، والقائم بأعمال سلطة الطاقة في قطاع غزة ظافر ملحم، بحضور الممثل المقيم لمؤسسة التمويل الدولية بالضفة الغربية وقطاع غزة يوسف حبش.
وقال المصري إن هذه الاتفاقيات تأتي في إطار استراتيجية "باديكو القابضة" للاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة، وتعزيزاً لاستثماراتها في المدن الصناعية وتحديدا في قطاع غزة، وانسجاما مع سياسات "باديكو" وبرامج البنك الدولي في تمويل مشاريع الطاقة المتجددة الرائدة في فلسطين، وخلق فرص عمل جديدة من خلال توفير مصدر مستدام للكهرباء في مدينة غزة الصناعية على مدار 24 ساعة.
وأشار المصري إلى أن المشروع يأتي في وقت حرج يمر به قطاع غزة؛ إذ تعاني محطة توليد الطاقة الوحيدة في القطاع من نقصٍ في الوقود، ومن تقادم خطوط التغذية ومن الأضرار الناجمة عن الحروب الثلاثة التي شهدها قطاع غزة في العقد الماضي.
وأوضح أن مجموعة "باديكو القابضة" تركز حالياً على استثماراتها في القطاعات الواعدة، كالطاقة المتجددة والمدن الصناعية وغيرها من المشاريع التي تقدم إضافة نوعية إلى الاقتصاد الفلسطيني، مؤكدا حرص المجموعة على خلق قاعدة واسعة من الشراكة مع المؤسسات الدولية ومؤسسات التمويل الدولية، كالبنك الدولي والدول المانحة.
وقالت مديرة البنك الدولي مارينا ويس: "إن لمشروع توليد الطاقة الشمسية على أسطح المباني أهميةً كبيرة، إذ يحد من نقص الطاقة في مدينة غزة الصناعية، كما سيسهم في توفير فرص عمل جديدة، وسيساعد المصانع الموجودة في المدينة الصناعية على زيادة إنتاجها وتوظيف مزيد من العمال بفضل توافر الكهرباء بأسعار ميسورة".
وصرحت المدير الإقليمي لاستثمارات البنية التحتية في مؤسسة التمويل الدولية لمنطقة أوروبا وآسيا الوسطي والشرق الأوسط وشمال إفريقيا فيبكا شلومر: "نحن ملتزمون بالعمل في أكثر الأماكن تحديًا وصعوبةً في المنطقة، وكوننا مجموعة البنك الدولي، لدينا الأدوات اللازمة لإيجاد الحلول المناسبة التي تساعد شركاءنا من القطاع الخاص في الاستثمار في إعادة بناء البنى التحتية الضرورية التي تسهم في تحفيز النمو الاقتصادي في البلدان المتأثرة بالصراعات".
وأشاد القائم بأعمال سلطة الطاقة في قطاع غزة ظافر ملحم، بمشروع الطاقة المتجددة، الذي سيسهم في حل مشكلة الكهرباء في منطقة غزة الصناعية من خلال إعطاء الفرصة لفتح مصانع جديدة وخلق فرص عمل، مما سيسمح بإيجاد صناعات جديدة ستعمل على تدعيم البيئة الاستثمارية في المنطقة.
ويشار إلى أن المحطة ستوفر الطاقة المطلوبة لـ 32 مصنعًا في منطقة غزة الصناعية، والتي تعد المنطقة الصناعية الوحيدة في القطاع، بسعر أقل من السعر الحالي للكهرباء بنسبة 10%، وهو ما يقل بنسبة 50% عن سعر توليد الطاقة باستخدام الديزل، الأمر الذي سيمكن هذه المصانع من تخفيض تكلفتها التشغيلية، والتمكن من العمل لساعات أطول، حيث يقدر عدد فرص العمل الجديدة المتوقعة بعد تشغيل مشروع الطاقة الشمسية بحوالي 800 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
ويعتبر هذا المشروع علامة فارقة في قطاع غزة من حيث إنشاء قطاع تصنيع حيوي ونشط، كي تتمكن غزة من توفير الوظائف ودفع النمو الاقتصادي، ولا يمكن تحقيق ذلك بدون التزوّد بالتيار الكهربائي من غير انقطاع.