سطر عدد من العلماء والمفكرين ما جادت به قريحتهم من مشاعر فيّاضة تجاه مناشط رابطة العالم الإسلامي بقيادة معالي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، الذي وصفوه بمحرك الضمير العالمي نحو التضامن والتعايش السلمي. وأشادوا في مقالاتهم بالمناشط الدولية التي يقوم بها معالي الأمين العام، وأكدوا على أهمية «وثيقة مكة المكرمة» التي قدمتها الرابطة كنموذج إسلامي عالمي ضمت مجموعة من الإجراءات الحضارية التي تقدمها للعالم برؤية إسلامية، وما نتج عن الوثيقة من فتح آفاق واسعة لإعادة بناء جسور من علاقات الودّ والاحترام والتعاون الإنساني.
التعايش السلمي
أكد الدكتور مصطفى إبراهيم تيسيرتش في مقال بعنوان: (الرياض العاصمة.. حكمة الشيوخ وذكاء الشباب)، في صحيفة الرياض، بتاريخ 3 يناير 2022م، أن مدينة الرياض لا تكون مكتملة في تحضرها ورؤيتها 2030 الفريدة في الحاضر وفي المستقبل من دون عمودها الفقري في الحوار الديني والحضاري ممثلاً في رابطة العالم الإسلامي، بقيادة معالي الأمين العام محمد بن عبد الكريم العيسى، الذي حرّك الضمير العالمي نحو التضامن والتعايش السلمي والتعاون على البر والتقوى. وقال: من خلال ثلاثة لقاءات مع معالي الشيخ العيسى في الرياض أدركت أهمية الدور الفعال للمملكة العربية السعودية في نشر ثقافة الحوار في العالم اليوم.
وأضاف: لقد أثبتت «وثيقة مكة المكرمة» تلك الحقيقة بوضوح، حيث اعتمدها أكثر من 1200 من علماء المسلمين من 139 دولة و27 مذهباً وطائفة دينية، خلال مؤتمر رابطة العالم الإسلامي تحت عنوان «قيم الوسطية والاعتدال في نصوص الكتاب والسنة»، والمنعقد في مكة المكرمة خلال الفترة من 27 إلى 29 مايو 2019. هذه الوثيقة تؤكد على أهمية مبادئ التسامح والتفاهم المتبادل بين الشعوب من مختلف الثقافات والأديان. وتقديراً واحتراماً لجميع الجهود المبذولة الأخيرة في تحسين صورة الإسلام والمسلمين في العالم، لا بد من التأكيد على أن الإشارات والتوجيهات المكية التي تأتينا من خلال رابطة العالم الإسلامي تمثل تأثيراً أكبر في نفوس الناس على مستوى العالم، وكما أن هناك إشارات وتوجيهات لرؤية موحدة في كثير من القضايا العالمية التي لها المرجع المعروف عند الغرب، فقد حان الوقت بأن نعرف ونعترف نحن المسلمين أن لنا مرجعاً موحداً للرؤية تجاه القضايا العالمية التي تتعلق بعصمة أمر ديننا ودنيانا وآخرتنا، كما هي قبلتنا الموحدة في صلواتنا اليومية.
بناء الجسور
عبّر المفكر الإسلامي الأستاذ محمد السماك في مقال له بعنوان: (الإسلام بين السعوديّة وروسيا)، المنشور في أساس ميديا ونقلته صحيفة الشرق في 4 ديسمبر 2021م، عن أهمية الدور الذي تلعبه المملكة العربية السعودية داخل العالم الإسلامي والعالم، من خلال رابطة العالم الإسلامي التي يرأسها الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، وزير العدل السعودي السابق. فقد انفتحت الرابطة على نطاق واسع، ليس على الفاتيكان ومجلس الكنائس العالمي فقط ولكن على الكنيسة الروسيّة أيضاً، وصدرت عن الرابطة وثيقة مكّة التي وافق عليها العلماء المسلمون من كلّ الأقطار.
وأضاف: لقد أكّدت الوثيقة في الفقرتين الثالثة والرابعة على أنّ: «الاختلاف بين الأمم في معتقداتهم وثقافاتهم وطباعهم وطرائق تفكيرهم قدَر إلهي قضت به حكمة الله البالغة، والإقرار بهذه السُنّة الكونيّة والتعامل معها بمنطق العقل والحكمة بما يوصل إلى الوئام والسلام الإنساني خير من مكابرتها ومصادمتها».
ونصّت على أنّ «التنوّع الديني والثقافي في المجتمعات الإنسانية لا يبرّر الصراع والصدام، بل يستدعي إقامة شراكة حضارية إيجابية، وتواصلاً فاعلاً يجعل من التنوّع جسراً للحوار والتفاهم والتعاون لمصلحة الجميع، ويحفّز على التنافس في خدمة الإنسان وإسعاده، والبحث عن المشتركات الجامعة، واستثمارها في بناء دولة المواطنة الشاملة المبنيّة على القيم، والعدل، والحريّات المشروعة، وتبادل الاحترام، ومحبة الخير للجميع».
وفي التراث الإسلامي أنّه عندما أرسى رسول الله محمّد عليه السلام قواعد دولة المدينة المنوّرة، لم يلغِ الآخر المختلف دينياً أو قبليّاً، ولم يحاول أن يُصهره في مجتمع المدينة الجديد في بوتقة المؤمنين برسالته، بل أقرّ له بخصوصيّاته العقديّة والقبلية المختلفة على قاعدتين أساسيتين:
القاعدة الأولى هي اللا إكراهيّة: {لا إكراه في الدين} سورة البقرة، الآية 256.
والقاعدة الثانية هي اللا احتكاريّة: {لكم دينكم ولي دين} سورة الكافرون، الآية 6. ثمّ إنّ الله يحكم بيننا يوم القيامة فيما كنّا فيه مختلفين؛ أي ليس لأيٍّ منّا الحقّ في أن يدّعي أنّ له سلطة الحكم على ما في ضمير الآخر.
ولذلك رأت وثيقة مكّة أنّ «تحقيق معادلة العيش المشترك الآمن بين جميع المكوّنات الدينية والإثنية والثقافية على اتّساع الدائرة الإنسانية، ومن بينها روسيا طبعاً، يستدعي تعاون القيادات العالمية والمؤسسات الدولية كافّة». ومن هنا جرى فتح بوّابة العلاقات الإسلامية ـ الروسية على مصراعيها: الإعلان الروسيّ بأنّ روسيا دولة إسلامية، والإعلان الإسلامي حول التعدّد والاختلاف.
ودعت الوثيقة أيضاً إلى التآزر لوقف تدمير الإنسان والعمران، فالتعاون على خير الإنسانية ونفعها يتحقّق بعقد حلف عالمي فاعل يتجاوز التنظيرات والشعارات المجرّدة، وذلك لإصلاح الخلل الحضاري الذي يُعتبر الإرهاب فرعاً من فروعه، ونتيجة من نتائجه.
تفتح هذه الاجتهادات الفقهية الإسلامية الجديدة والجريئة آفاقاً واسعة لإعادة بناء جسور من علاقات الودّ والاحترام والتعاون الإنساني، وبخاصة مع روسيا ومع الكنيسة الروسيّة على قاعدة {لكم دينكم ولي دينِ} سورة الكافرون، الآية 6، من جهة أولى، وعلى قاعدة أنّ الإنسان ـ الإنسان بالمطلق ـ هو خليفة الله في الأرض، ومؤتمَنٌ على المحافظة عليها وإعمارها، من جهة ثانية. أمّا الاختلاف الديني فإنّ لله وحده أمر الحكم فيه يوم القيامة.
المنهج الوسطي
رحب السيد محمد علي الحسيني في مقال بعنوان: (السعودية ومبادرات الحوار الإسلامي - المسيحي)، نُشر بصحيفة عكاظ بتاريخ الثلاثاء 21 ديسمبر 2021، بما تقوم به المملكة العربية السعودية من مبادرات فكرية وحضارية ودينية مذهلة، رسخت أرضية ثابتة للحوار والانفتاح، وتجسدت بشكل واضح للعالم كله في وثيقة مكة المكرمة التي أطلقتها رابطة العالم الإسلامي بتوجيه من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في إطار رؤية 2030، سواء المبادرات التي تنحصر بالمسلمين، أو التي تتناول الحوار الإسلامي المسيحي، فهي ترجمة أمينة لمنطلقات ديننا الحنيف، فهو دين الاعتدال وفتح الأبواب لتبادل الرؤى والأفكار مع الآخر، وهو دين دولة المواطنة والأخوة الإنسانية مهما كانت المعتقدات والمشارب، لأنها كلها تصب في مصب الوطن.
دور ريادي
وفي السياق نفسه يذكر الدكتور محمد علي الحسيني الدور الريادي لرابطة العالم الإسلامي في نشر قيم التسامح والاعتدال في بلورة حركة التنمية الفكرية والثقافية في المملكة، وذلك في مقال له بعنوان: (رؤية 2030 دعامة المواطنة والتنمية الشاملة)، نُشر في صحيفة الرياض بتاريخ 30 ديسمبر 2021م، حيث يصف انطباعاته خلال زيارته لمعالي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى في مكتبه: «لقد كان لنا الشرف مع هذه الكوكبة بزيارة القامة الإسلامية والقيمة العلمية معالي أمين عام رابطة العالم الإسلامي د. الشيخ محمد بن عبد الكريم العيسى، وجرى الحديث عن هموم ومشكلات المسلمين في العالم وسبل التصدي لها ومعالجتها، وكذلك عن الطائفية المقيتة وخطورتها وسبل مواجهتها والحد من خطورتها وتهديدها للأمنين الإسلامي والإنساني، كما جرى الحديث عن التأصيل والتجديد في الخطاب الديني مع التأكيد على وسطية الإسلام وقيم اعتداله، وقد كانت للملحوظات القيمة والرؤى السديدة التي طرحها د. محمد العيسى، خلال هذا اللقاء ما يبعث على الخير والأمل، خاصة أن الحديث عن الجهود المبذولة من أجل نشر قيم التسامح والوسطية والاعتدال في الإسلام قد ارتبط على الدوام بالعمل المتواصل لرابطة العالم الإسلامي بقيادتها السديدة».
وأضاف الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي: «إن الدور الإيجابي الكبير لرابطة العالم الإسلامي والذي نقطف ببركة الله ورعايته ثماره، أعاد للإسلام مكانته واعتباره، ورد كيد الدخلاء من المتطرفين الضالين المضلين الذين سعوا بعلم أو دون علم إلى الإيحاء بأن الإسلام دين الكراهية والحقد والدم والانتقام، في حين أن هذه الرابطة وأمينها العام الشيخ د. محمد بن عبد الكريم العيسى قاموا ببناء جسور التواصل وتعزيز الحوار والانفتاح وتعزيز منهج الاعتدال والوسطية وحوار الأديان والتقريب بين المذاهب الإسلامية، التي جسدت الماهية التسامحية والمعتدلة للإسلام، ودحضت ونفت كل ما هو خلاف ذلك بالأدلة والبراهين، وأن هذا جهد يشكر ويثنى عليه، من هذا الرجل الذي وهب نفسه لدينه وأمته ووطنه».
وأردف كاتبًا: لا بد ونحن نتحدث عن دور رابطة العالم الإسلامي من الحديث عن الأهمية الاعتبارية لوثيقة مكة المكرمة، والتي كان لرابطة العالم الإسلامي دور كبير في العمل والتأسيس لها، وأنها أي هذه الوثيقة قد أسست لعهد جديد، وأكدت مرة أخرى على أن الإسلام منبع لقيم الاعتدال والوسطية، وأنه يحمل روح الأصالة والمعاصرة في كل زمان ومكان، ولا سيما إذا ما كان هناك علماء أجلاء أخيار من أمثال الدكتور العيسى، وأننا نرى بأنه من واجب العلماء والمفكرين والمثقفين الذين اطلعوا على مبادئ وبنود هذه الوثيقة، التي هي بنظرنا سفينة النجاة بما تحتويه من بنود شاملة في مختلف المجالات، التعريف بها وشرحها، وأن تطبيقها من المهام الملحة على عاتق العلماء والمفكرين والمثقفين؛ لأن في ذلك خدمة نوعية، ومصلحة وصلاح الأمة الإسلامية.
نبراس إسلامي
يرى الكاتب عبدالمجيد طلال السحيل في مقاله بعنوان: (العيسى أنموذجًا للتعايش)، المنشور في صحيفة الوطن السعودية بتاريخ السبت 25 ديسمبر 2021، في الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى أنموذجًا للتعايش بين مختلف الديانات والثقافات، وموجهاً وملهماً للعديد من الشعوب العربية والإسلامية، وكذلك حكوماتها؛ فهو يدعو إلى التعايش والتسامح بين الديانات السماوية وغيرها، متجردًا من كل دعوات العنف والتطرف التي تنادي بها بعض الجماعات، والتي لن تفضي إلى سبيل رشد وصلاح، كما يدعو إلى سلام يعم عالمنا العربي والإسلامي والعالم ككل، فالأصوات المتطرفة قد تكون من الجهات المختلفة عنا دينيا وثقافيا ولغويا.
وأضاف في مقاله: دعا دكتورنا الفاضل العيسى لنبذ كل أنواع الكراهية والأحقاد، بروح الإسلام الخالدة التي تدعو لنشر رسالة الإسلام الخالدة ألا وهي الرحمة، كما قال تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، وما جاء الإسلام إلى هذا العالم ليدعو للأخلاق والصفات السيئة. ويأتي دور الرابطة أنها صوت إسلامي مسموع في هذا العالم، وأن ما تقوم به بقيادة الدكتور محمد العيسى هو نبراس إسلامي رفيع.
واختتم مقاله معتبراً أن الشيخ العيسى: «يمثل دور المملكة التي تقود العالم الإسلامي للتقريب بين الفجوات التي أحدثها التاريخ بين أصحاب الديانات السماوية، وكلنا فخر كسعوديين وكمسلمين بما يقوم به الدكتور محمد العيسى، وهذا ما نتمناه منذ فترة أن يكون في خط العمل والتنفيذ من يبث رسالة التسامح لكي تسود هذه الرسالة كل شعوب الأرض».
وثيقة عالمية
وبمناسبة احتفال المجتمع الدولي باليوم العالمي لحقوق الإنسان كتب الدكتور المحجوب بن سعيد مقالاً بعنوان: (الأبعاد الحقوقية في وثيقة مكة المكرمة)، نُشر في صحيفة الرياض الأربعاء 8 ديسمبر 2021م، ركز فيه على اعتراف الشريعة الإسلامية منذ خمسة عشر قرنًا بحقوق الإنسان والحريات الأساسية التي يتمتع بها.
وفي مقاله أورد بشكل مفصل الأبعاد الحقوقية في وثيقة مكة المكرمة، مذكرًا: بادرت رابطة العالم الإسلامي بتنظيم مؤتمر إسلامي كبير بعنوان (قيم الوسطية والاعتدال في نصوص القرآن والسنة) في مكة المكرمة في مايو 2019، صدرت عنه «وثيقة مكة المكرمة» التي اعتمدها 1200 عالم ومفكر من مختلف المذاهب والطوائف الدينية في العالم الإسلامي. وكان من بين أهم أسباب صدور هذه الوثيقة التاريخية الحضارية الوعي بضرورة التحرك الحضاري والعمل الاستراتيجي للحد من الانتشار المتزايد والمخيف لخطاب الكراهية والتمييز العنصري ضد المسلمين، والإساءة إلى مقدساتهم واتهام دينهم بالتطرف والعنف والإرهاب والانعزال، في خرق سافر للقرارات والإعلانات الدولية الداعية إلى تعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات والتعايش بين أتباع الأديان.
وأضاف ابن سعيد: من أهداف هذه الوثيقة التاريخية الدستورية إرساء قيم التعايش وتحقيق السلم بين مكونات المجتمع الإنساني، والـتأكيد على أن المسلمين لا تمثلهم الجماعات المتطرفة التي تتاجر بالدين، بل على العكس من ذلك، فإن المسلمين جزء من هذا العالم بتفاعله الحضاري، يسعون للتواصل مع مكوناته كافة لتحقيق صالح البشرية وتعزيز قيمها النبيلة وبناء جسور المحبة والوئام الإنساني. ولتحقيق هذه الأهداف الإنسانية النبيلة تضمنت «وثيقة مكة المكرمة» مجموعة من الإجراءات الحضارية التي تقدم للعالم رؤية إسلامية جديدة، قائمة على الانفتاح على متغيرات العصر، والمساهمة في معالجة القضايا الإنسانية التي تستقطب اهتمامات الأسرة الدولية، والانخراط في صلب الحركة الإنسانية الواعية التي ترمي إلى تعزيز قيم الحوار والتفاهم والتعايش والوئام والاحترام المتبادل، التي جاء بها الدين الإسلامي، وبشرت بها الديانات السماوية كافة. وتعلن المبادرات التي نصت عليها وثيقة مكة المكرمة عن عهد جديد في التعاون الدولي والإنساني لنشر قيم السلام والأمن والعيش المشترك من منظور إسلامي متشبث بثوابته الشرعية، ومنفتح على القيم الإنسانية المشتركة ومبادئ الشرعية الدولية، كما تؤسس وثيقة مكة المكرمة لمرحلة جديدة من العلاقات بين المسلمين وبقية شعوب العالم، تستند إلى رؤية استراتيجية تعتبر الحوار الحضاري أفضل السبل إلى التفاهم السوي مع الآخر، وتجاوز معوقات التعايش. كما تسعى هذه الرؤية إلى إقناع الأجيال الصاعدة بأن الصراع والصدام يؤدي إلى نشر وترسيخ الكراهية، واستنبات العداء بين الأمم والشعوب، ويحول دون تحقيق مطلب العيش المشترك في أمن وسلام.
واعتبر ابن سعيد وثيقة مكة المكرمة امتداداً لوثيقة المدينة المنورة، ووعياً بأبعادها الحضارية والحقوقية، فقد أقرها مجلس وزراء خارجية الدول الإسلامية في دورته السابعة والأربعين التي انعقدت في نيامي، عاصمة جمهورية النيجر، يومي 27 و28 نوفمبر 2020، وأبرز أهمية المبادئ والقيم الواردة فيها، ودعا المؤسسات الوطنية والإقليمية في العالم الإسلامي إلى نشر محتوياتها، باعتبارها تؤكد على أهمية مبادئ التسامح والتفاهم المتبادل بين الشعوب من مختلف الثقافات والأديان. ورحب المجلس بالدعم الواسع الذي حظيت به «وثيقة مكة المكرمة» في جميع أنحاء العالم بين قادة الأديان المختلفة للرسائل النبيلة التي حملتها، في تشجيع التسامح والاعتدال والتفاهم والتعاون المتبادلين بين الشعوب والدول، والدفاع عن كرامة الإنسان وحقوقه. كما دعا المجلس المؤسسات الوطنية والإقليمية ومؤسسات المجتمع المدني في العالم الإسلامي إلى الاستفادة من توجهات «وثيقة مكة المكرمة» في المجالات التربوية والثقافية والدينية والحقوقية والاجتماعية والإنسانية.
وختم الباحث في علوم الاتصال والحوار الثقافي بالمغرب مقاله: بناءً على ما سبق، وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان، يكون من واجب الجمعيات والمنظمات الحقوقية في العالم الإسلامي والمراكز والجمعيات الثقافية في الدول الغربية، تنظيم لقاءات وموائد مستديرة للتعريف بالأبعاد الحقوقية في وثيقة مكة المكرمة التي أكد كثير من القيادات الدينية والسياسية والثقافية عبر العالم على أنها وثيقة إنسانية عالمية.
المصدر: مجلة الرابطة - العدد 666