الكلمة الضافية التي ألقاها أمين عام رابطة العالم الإسلامي خلال الاجتماع العالمي للقمة الدينية بمدينة كيوتو اليابانية يوم أمس الأول، سلطت الضوء على سلامة وصحة جهود المملكة المستمرة للتصدي لكل الصراعات الفكرية بين الأمم والحضارات في سياق الصراع الديني والطائفي، وتلك صراعات أدت إلى زرع بذور البلبلة في أفكار شرائح متعددة من شرائح المجتمعات البشرية.
وقد نادت المملكة مرارا وتكرارا بأهمية انتهاج أفضل السبل وأقصرها وأنجعها للدعوة للسلام وتوسيع آفاق التعايش بين كافة شعوب العالم ونبذ التنكر للقيم الروحية في الديانات السماوية والعمل على رفع القيم الإنسانية والأخلاقية كما رسمتها مبادئ وتشريعات العقيدة الإسلامية السمحة.
وليس بخافٍ أن الصراعات المادية والفكرية بين الثقافات والحضارات وكذلك الصراع الديني والطائفي أدت إلى تمزيق الشعوب وتفريقها ومحاولة اصابة حضاراتها في مقتل، وقد بذلت المملكة من خلال حوار الحضارات جهدا واضحا لتقريب الأفكار ووجهات النظر للارتفاع فوق تلك الصراعات والتطاحنات، وقد نجحت المملكة أيما نجاح في أداء رسالتها الإسلامية السامية بالوصول إلى أهداف الحوار ومشروعاته المثمرة.
لقد رسمت مبادئ الإسلام وتعاليمه الربانية أفضل السبل للوصول إلى التعايش السلمي بين شعوب الأرض وكيفيات التعاون الايجابي بتطبيق طرائق التداخل والتواصل والحوار لتحقيق أفضل السبل المؤدية للأعمال الإنسانية البناءة المشتركة بين كافة المجتمعات البشرية، وتلك سبل اجتهدت المملكة في نشرها بين كافة المجتمعات لما فيه خيرها وتقدمها ولما فيه انهاء الصراعات الدينية والطائفية تحقيقا لسلامة تلك المجتمعات وأمنها واستقرارها.
وتبنت المملكة انطلاقا من مبدأ التحاور للوصول إلى تلك الرؤى المشتركة هموم العالم الإسلامي وهموم الإنسانية في كل مكان لنشر رسالة الإسلام دفاعا عن الحقوق والحريات والحرص على تطبيق المواثيق العادلة التي قررتها الاتفاقات والمبادئ والأعراف الدولية المتناغمة والمنسجمة مع تعاليم الإسلام ومبادئه الخالدة، وهو تحاور سوف يؤدي على الآماد الطويلة إلى نشر بذور السلام والتعايش بين كافة المجتمعات البشرية دون استثناء.
ومازالت المملكة تتحمل مسؤولياتها التاريخية والدينية لتعميق مبدأ الحوار والتفاهم بين الديانات والحضارات والثقافات وصولا إلى أفضل الطرق السليمة التي من شأنها خدمة البشرية وخدمة الانسانية ونبذ التفرقة والتطاحن والفتن التي انتشرت بين كثير من المجتمعات نظير تفرقها وتشرذمها وابعاد الحوار السليم عن كل مناهجها، وهو أمر أدى إلى تمزيق تلك المجتمعات شر ممزق وإلى نشر علامات التفرقة والصراعات الطائفية بين صفوفها.
وستظل المملكة محتفظة بنشر رسالتها القويمة التي جاءت بها مبادئ وتعليمات وقيم العقيدة الاسلامية السمحة من أجل اسعاد البشرية ونبذ مختلف الصراعات الطائفية بين كافة المجتمعات سعيا وراء تقدمها واستقرارها وأمنها ووصولها إلى تطبيق التعايش السلمي بين كافة شعوب وأمم الأرض.