من سمات الشخصية المتميزة (الكارزما) القدرة على التأثير في الآخرين، مع الثقة في النفس التي تستمد قوتها من خلفية معرفية وثقافية واسعة. على أن التأثير وإحداث الفرق لن يتأتى دون مهارات التواصل والاتصال مع الآخرين ومختلف الجهات. استحضرت هذه الأمور وأنا أقرأ وأتابع نشاطات أمين عام رابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد العيسى في العديد من الدول والمنظمات والهيئات المعنية بالأديان والثقافات والأنشطة الإنسانية. وليس من السهل حقيقة ممارسة هكذا جهد، نظير ما يتعرض له الدين الإسلامي الحنيف من تشويه من أعدائه، ومن بعض من ينسبون أنفسهم إليه جهلاً وعقوقاً. ومرد هذه الصعوبة أن هذه النشاطات كالتي يقوم بها الدكتور العيسى، قد تفسر من البعض بأنها رد فعل دفاعي، وهي بلوى ولا بد من التعامل معها بطول أناة وصبر مع سعة علم واطلاع وهمة، وأحسب أن معالي الأمين لا تنقصه أي من هذه المزايا. فجولاته التي شملت الفاتيكان والكنيسة القبطية، مروراً بالكونغرس الأمريكي والعديد من الهيئات والمنظمات، ليست بمهمة سهلة أو مجرد جولة بروتوكولية، إذ إن الأسئلة الشائكة تثار والمطالب لا تكف، مثل تلك التي صدرت من عضو في الكونغرس بخصوص أحكام القصاص الشرعية، وحرية الإلحاد والمثليين وغيرها من الدعاوى، التي رد عليها الدكتورالعيسى بثقة وهدوء.
إن شخصية بمثل معالي أمين الرابطة أتت في وقت أشد ما تكون هذه المؤسسة حاجة إليه، وهو يشرّف دينه ووطنه المملكة كونه يحمل هويتها وهي الحاضنة للرابطة كونها قبلة العالم الإسلامي، كما أنه مكسب لوطنه وللعالم الإسلامي عامة، وهو القادم من خلفية شرعية ووزارية في وطنه، نتمنى أن نرى كثيراً من أمثاله لدينا، وهذا البلد الطيب ولاّد للرجال وللنساء المنجبات، حمى الله بلاد الحرمين وطابت أيامكم.