البيان المتجدد في خطاب معالي الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي في زياراته وجولاته أخيرا لعدد من العواصم المهمة في الشرق والغرب لفهم الإسلام ومبادئه وتعاليمه بعيدا عن التطرف والعنف والجمود الذي أصاب فكر بعض المنتسبين للإسلام، هذا الجمود تضمن العداوة لمن ليس من أمة الإسلام، فالغرب في نظرهم كله شر والحضارة والتقدم الغربي كله فساد، حتى تأسس في عالمنا الإسلامي فكر منحرف ترتب عليه صور وسلوك أشد انحرافا، هذا البيان المتجدد يحدد معالم الطريق للحوار ومد جسور ومسارات تقوم عليها الحضارة الإنسانية للتعايش بين أتباع الديانات والثقافات، ولقاءات معالي الدكتور محمد العيسى ومحاضراته تؤكد على قوة الإسلام كدين عالمي باعتداله ووسطيته وعلى الفكر الإسلامي النقي، كما أكد معاليه على الحاجة إلى إعادة الحسابات والتطلع إلى تحديد علاقة العالم الإسلامي بالعالم، بعيدا عن التعصب والانغلاق، وذلك من ثقة في ديننا لتبيان حقيقة الإسلام للرد على بعض الأصوات الغربية المتطرفة في نظرتها عن الإسلام، إما عن جهل أو كراهية.
لقد حمل معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي أعباء وتحديات قديمة، مؤمنا بإزالتها مع بدء مسار جديد وآليات وعناصر جديدة، لتوضيح الفهم الصحيح والشامل للإسلام كعقيدة وشريعة ونظام أخلاقي لعالم ديناميكي متغير ومتطور ولشعوب مختلفة الأجناس والثقافات والتاريخ، لذلك فقد قبل معاليه التحدي لتوصيل الفهم الصحيح للإسلام وإلى العمل السريع بكل اقتدار وحكمة والمجادلة بالتي هي أحسن، لما يملكه معالي الدكتور العيسى من علم وفكر وخبرة بفنون الدعوة وحصافة وإقناع، مطالبا الآخر بالمشاركة في النظام العالمي.
وفي محاضرات ومداخلات معاليه بين ووضح مدى خطورة الحملات الهائلة التى يتعرض لها الإسلام والمسلمون من تشويه وتنفير، أسهم البعض من المسلمين في نجاحها بالسكوت عنها أحيانا وبردود أفعال عصبية ومتشنجة وغير محسوبة أحيانا أخرى، كما أسهم بعضهم في إتمام نجاحها بدعوتهم إلى عزلة المسلمين عن الأمم الأخرى وإصرارهم على مقاطعة هذه الأمم والمجتمعات دون المشاركة في بناء الحضارة الإنسانية، في الوقت الذي ينظر إليهم من الآخر بأن المسلمين مختلفون، ثم يتطور الأمر إلى اعتبارهم غرباء، لينتهي إلى اعتبارهم خصوما وأعداء يجرى التعامل معهم على هذا الأساس ثقافيا ثم اقتصاديا وسياسيا في نهاية المطاف.
بارك الله لمعاليه في أعماله الجليلة والكبيرة لخدمة الإسلام والعالم الإسلامي.
نقلاً عن صحيفة عكاظ