ستشھد العاصمة المقدسة مطلع الأسبوع القادم مناسبتین كبیرتین، إضافة لمناسبة العشر الأواخر من رمضان الأغر، المناسبة الأولى بحسب البدایة الزمانیة -22 إلى 24 رمضان- المؤتمر العالمي (قیم الوسطیة والاعتدال)، و(اللقاء التاریخي لإعلان وثیقة مكة المكرمة)، الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي، ویتابع ما یكفل نجاحه الأمین العام للرابطة الشیخ د. محمد بن عبدالكریم العیسى، بھدف توصیل الفھم الصحیح لمبادئ وتعالیم الدین، والتحذیر من مظاھر الغلو فیه، بمشاركة ضخمة للعلماء المسلمین، والمناسبة الثانیة (الدورة الرابعة عشرة لمؤتمر القمة الإسلامیة) -بعد یوم من نھایة المؤتمر الأول: 26 و27 رمضان- الذي تنظمه منظمة التعاون الإسلامي، ویباشر برامجه الأمین العام للمنظمة الدكتور یوسف العثیمین، بمشاركة زعماء الدول الإسلامیة الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وسیتشرف ضیوف المؤتمر الأول بالسلام على مقام راعي مؤتمرھم، خادم الحرمین الشریفین الملك سلمان بن عبدالعزیز آل سعود، وبعده سیرأس -أمده الله بالقوة- المؤتمر الثاني المھم.
عن المؤتمر الأول أذكر باختصار، أن مفھوم (الوسطیة والاعتدال) مفھوم عظیم للغایة، ولو تمعنا فیه سنجد أنه یقابل مفھوم الغلو والتشدد والإفراط من جھة، ویقابل مفھوم الجفاء والتساھل والتفریط من جھة ثانیة، أما الوثیقة المرتقبة، (وثیقة مكة المكرمة)، فھي المیثاق الأمل للمسلمین، والمتوقع أنھا ستتضمن قواعد الخلاف التي تحكم علاقة المسلمین ببعضھم، والأصول والثوابت المحكمة الجامعة لھم، بما یعزز العلاقات بین المذاھب والطوائف المسلمة.
أما المؤتمر الثاني - والذي كان مقررا استضافة جمھوریة غامبیا الإسلامیة له - فلا أشك إلا أنه أحد البراھین على الھم الكبیر الذي یحمله قائد البلاد -سدده الله- بسبب القضایا المھمة، التي یمر بھا العالم الإسلامي، والتطورات الأخیرة على المشھد العام، ومن المرجح أن یتضمن كثیرا من النقاط والمحاور التي ّ تصب في خدمة الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، والتأكید على ضرورة التزامھا بتعزیز وحدتھا، صوناً للسلم والأمن، وتحقیقا للاستقرار والازدھار، انطلاقا من روح دینھم العظیم.
مكة المكرمة تجاربھا ناجحة مع مؤتمرات القمة الإسلامیة، ففیھا عقدت الدورة الاعتیادیة الثالثة: دورة فلسطین والقدس الشریف، في ربیع عام 1401 ،برئاسة جلالة الملك خالد بن عبدالعزیز، رحمه الله، ثم عقدت الدورة الاستثنائیة الثالثة: مواجھة تحدیات القرن الحادي والعشرین، في ذي القعدة عام 1426 ،تلتھا الدورة الاستثنائیة الرابعة: تعزیز التضامن الإسلامي -في نفس وقت مؤتمر القمة القادم: 26 رمضان- عام 1433، برئاسة خادم الحرمین الشریفین الملك عبدالله بن عبدالعزیز، رحمه الله، والمسلمون الیوم على یقین بنجاح المؤتمرین المرتقبین، لأن ھمومھم وإن كانت عظیمة، فإن (الرعایة السامیة) كفیلة بعون الله، على إزالتھا، وإیقاف المتربصین والحاقدین.