كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود _يحفظه الله_
في افتتاح المؤتمر العالمي للوحدة الإسلامية "مخاطر التصنيف والإقصاء"
" تعزيز مفاهيم الدولة الوطنية وقيمها المشتركة "
الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي
مكة المكرمة 05/04/1440هـ
الموافق 12/12/2018م
يلقيها بالإنابة
صاحب السمو الملكي الأمير خالـــد الفيصــــل بن عبدالعزيز آل سعــود
مستشار خادم الحرمين الشريفين _ أمير منطقة مكة المكرمة
الحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله
سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، رئيس هيئة كبار العلماء...
معالي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي...
أصحاب السمو .. والفضيلة .. والمعالي ..
الحفل الكريم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني أن أرحب بهذه القامات الإسلامية الشامخة، على صعيد أم القرى وأفيائها القدسية.
ويشرفني أن أنقل إلى جمعكم المبارك، أطيب تحيات خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز راعي المؤتمر، وقد أنابني لإلقاء كلمته هذه إلى مؤتمركم الموقر :
الحفل الكريم ...
أثمن عالياً تداعي هذه النخبة من علماء الأمة الأجلاء إلى هذا المؤتمر، اسشعاراً لواجبهم الشرعي في رأب الصدع المهدد لأمتهم، ونبذ الخلاف، وتوحيد الصف، والاتفاق على خطاب واحد نتوجه به إلى العالم.
والأمل معقود _بعد الله_ على هذه المشاعل الوضاءة بالعلم الراسخ، لإقالة عثرات الأمة، وتحقيق وحدتها الجامعة، التي ليست موجهة ضد أحد، بل تسعى للتضامن من أجل خير الإنسانية جمعاء.
وإن نظرة سريعة إلى واقعنا المعاصر، كفيلة أن ندرك ضرورة تجاوز الصور السلبية التي أثقلت حاضرنا، وتلك التراكمات التاريخية وآثارها على مسار الأمة الإسلامية، لذا فنحن مدعوون إلى نشر الوعي، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، واستيعاب سنة الاختلاف، من خلال مد جسور الحوار والتفاهم والتعاون، نحو الوفاق والوئام والعمل الجاد، والنظر للمستقبل بأفق واعد مفعم بروح الأخوة والتضامن.
وقد أحسنت رابطة العالم الإسلامي، باختيارها "مخاطر التصنيف والإقصاء" عنواناً لهذا المؤتمر، وجعلت "تعزيز مفاهيم الدولة الوطنية وقيمها المشتركة" أحد محاوره، سعياً لجمع كلمة علماء الأمة ودعاتها ومفكريها، للبناء على المشتركات، والتقريب بين الرؤى، وترشيد ثقافة الخلاف، والعمل طبقاً لوسطية الإسلام واعتداله، التي انتشرت على أساسهما حضارته، لتغطي نحو ثلثي العالم.
الحفل الكريم ..
وإن عالمنا الإسلامي بأسره، يتطلع اليوم إلى هذا الجمع المبارك، ويضع كل آماله في أن يتصدى مؤتمركم الموقر للمعوقات التي تحول دون قيام وحدته الجامعة، وترسخ حالة الفرقة والشتات، والتنازع الذي حذرنا منه المولى _جل وعلا_ في قوله الكريم " ... وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ" الأنفال : 46
ولا شك أنكم تجتمعون اليوم لمهمة ليست بالهينة، نظراً لكونها تعالج تراكمات كثيرة، وعداءات أكثر من الناقمين على أمة الإسلام، الذين يجردون حملة شرسة على دينها وأخلاقها وثقافتها وحضارتها، وينسبون للإسلام ما ليس فيه، مستغلين انحراف الغالين في الاتجاهين، لكنكم بعزائمكم القوية وعلمكم الراسخ، قادرون _بإذن الله_ على تحقيق هذه الوحدة الإسلامية الجامعة، حلم أبناء أمتكم على امتداد المعمورة، كي تستأنف الأمة دورها التاريخي قدوة حسنة للعالم أجمع.
والمملكة العربية السعودية _التي قامت على منهج الوسطية والاعتدال، والتي تشرف بخدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن_ سوف تواصل _بإذن الله_ التزاماتها ومبادراتها بما يحقق آمال المسلمين.
أسأل الله _جل وعلا_ لكم التوفيق والسداد في مهمتكم الجليلة، وأن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.