وكذلك جاء الإسلام بالحب والتسامح، والصفح، وحسن التعايش مع كافة البشر، ووطد في نفوس أبنائه عدداً من المفاهيم والأسس من أجل ترسيخ هذا الخلق العظيم ليكون معها وحدة متينة من الأخلاق الراقية التي تسهم في وحدة الأمة، ورفعتها والعيش بأمن وسلام ومحبة وتآلف. ومن تلك المفاهيم: العفو، والتسامح، والصفح عن المسيء، وعدم الظلم، والصبر على الأذى، واحتساب الأجر من الله تعالى، حيث جاءت نصوص قرآنية وأحاديث نبوية لتأكيد هذه المفاهيم، وإقامة أركان المجتمع المسلم السليم على الفضل، وحسن الخلق، ومنها قوله تعالى: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾ (الأعراف:199). وقال تعالى أيضاً: ﴿فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ﴾ (الحجر:85). وكذلك قال تعالى: ﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ (النور:22). فإن ذلك كله من شأنه ترسيخ دعائم الأمن والأمان في المجتمع.
وعن عائشة رضيَّ اللهُ عَنْهَا قالت: «ما ضرب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئاً قط بيده ولا امرأة ولا خادماً، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله تعالى فينتقم لله تعالى» (رواه مسلم).
وعن أنس - رضيَّ اللهُ عَنْهَ – قال: «كنت أمشي مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي، فجبذه بردائه جبذة شديدة، فنظرت إلى صفحة عاتق النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه، فضحك ثم أمر له بعطاء» (متفق عليه).
وغير ذلك من الآيات والأحاديث الدالة على فضل التسامح والعفو والصفح عن الناس، والصبر على الأذى، ولا سيما إذا أوذي المرء في الله فإنه يصبر ويحتسب وينتظر الفرج. فالرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ألّف حول دعوته القلوب، وجعل أصحابه يفدونها بأرواحهم وبأعز ما يملكون بخُلقه الكريم، وحلمه، وعفوه، وكثيراً ما كان يستغضب غير أنه لم يجاوز حدود التكرم والإغضاء، ولم ينتقم لنفسه قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها.
ولما فتح رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة ودخلها نهاراً بعد أن خرج منها ليلاً، وحطم الأصنام بيده، وقف أهل مكة يرقبون أمامه العقاب الذي سينزله بهم رسول الله جزاء ما قدموه له من إيذاءٍ، لا يحتمله إلا أهل العزائم القوية، إلا أنه قال لهم: ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم، فقال لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء. فاسترد أهل مكة أنفاسهم وبدأت البيوت تفتح على مصاريعها لتبايع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لقد برز حلم وتسامح النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، في هذا الموقف الذي سار عليه الأنبياء من قبله، فما أجمل العفو عند المقدرة.
وهكذا جاء الإسلام ليقيم أركان المجتمع على الفضائل، وحُسن الخلق والصفات النبيلة التي منها التسامح والصفح، والعفو عن الإساءة والأذى، والحلم وترك الغضب والانتصار للنفس. فالإنسان منا في حياته يلاقي كثيرا مما يؤلمه ويسمع كثيرا مما يؤذيه، ولو ترك كل واحد نفسه وشأنها لترد الإساءة بمثلها لعشنا في صراع دائم مع الناس، وما استقام نظام المجتمع، وما صلحت العلاقات الاجتماعية التي تربط بين المسلمين، فالإنسان في بيته ومع أسرته قد يرى ما يغضبه، ومطلوب منه شرعا أن يكون واسع الصدر يسارع إلى الحلم قبل أن يسارع إلى الانتقام، وبذلك تظل أسرته متحابة متماسكة، ومَنْ أخطأ اليوم فقد يصلح خطأه في الغد ويندم على ما قدم من إساءة. والإنسان في عمله في الموقع الذي هيئ له، سواء أكان موظفا في وظيفته أم صانعا في مصنعه أم تاجرا في متجره يخالط غيره من الناس ويتعامل مع كثير من أبناء المجتمع، وقد يُستغضب ويرى ما يسوؤه، فعليه أن يضع بدل الإساءة إحسانا ومكان الغضب تسامحاً وعفوا وحلما، وأن يتذكر قوله تعالى: ﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ [فصلت:34].
هذا هو المجتمع الفاضل الذي ينشده الإسلام، مجتمع ود، ومروءة، وخير، وفضل، وإحسان، مجتمع الأمن والأمان. مجتمع متماسك البنيان متوحد الصفوف، والأهداف، فقلة الحلم وكثرة الغضب آفتان، إذا استشرتا في مجتمع ما قوضتا بنيانه، وهدمتا أركانه، وقادتا المجتمع إلى هوة ساحقة، وقطعتا أواصر المحبة والألفة التي بين أفراده، كما أن في غياب قيم التسامح تقويضا أيضاً لدعائم الأمن الاجتماعي؛ وفي هذا دليل على أثر التسامح والعفو والصفح عن الإساءة على المسلم والمجتمع.
إن التسامح أمر جوهري ومهم في العالم الحديث اليوم أكثر من أي وقت مضى؛ وذلك لتصاعد حدة عدم التسامح والنزاع الذي بات خطراً يهدد أمن كل منطقة، بل يشمل العالم بأسره.. ولا يمكن أن تقوم لطائفة أو أمة أو مجتمع من المجتمعات قائمة دون خُلق القيم والمثل العليا، التي هي بمثابة الأسس الوجودية التي يستند إليها المجتمع في تحقيق وجوده وتطوره.
وإن قضية التسامح من أهم القضايا التي اهتم بها الإسلام اهتماماً بالغاً، وحظيت بمساحة كبيرة في دستور الأمة الإسلامية (القرآن الكريم)، وكأن القرآن الكريم يبادر بالدفاع عن الدعوة الإسلامية وعن المد الإسلامي ووصوله إلى كل ربوع الدنيا، ويترقب ما يدعيه أعداء الإسلام زوراً وبهتانا من أن الدين الإسلامي دين جبر وعناد وإكراه واضطهاد؛ ولذا فهو يؤكد على خُلق السماحة والتراحم والبر والصلة بين بني البشر جميعاً قبل بزوغ هذه الفرية، وقبل إيجاد هذه الشبهة، ومن أدل آيات القرآن الكريم على ذلك قوله تعالى: ﴿وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾ (الصافات:34-35)، وبهذا يرشد الإسلام أتباعه وأهله إلى التسامح العظيم والصفح الجميل ودفع السيئة بالحسنة، وذلك هو الطريق الكريم الذي يجلب الود الخالص، بل يحوّل العداوة الشديدة إلى حب شديد؛ فيتحقق الأمن والسلام في ربوع المجتمع وجنباته.
ومما يؤكد على أن القرآن الكريم والشرع الإسلامي يريد أن تسري هذه الروح الطيبة لا بين المسلمين فقط، بل بينهم وبين العالم أجمع على اختلاف الأشكال والألوان واللغات والديانات قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ (الحجرات:13)، وقوله سبحانه: ﴿وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [العنكبوت:46]، وقولـه عز وجل: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾ (آل عمران:64).
ولم يكتف الإسلام في اهتمام القرآن بقضية التسامح إلى هذا الحد، بل جاءت السنة النبوية أيضاً تقاسم هذا الاهتمام، ويعلن من خلالها رسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، احترامه للآخرين وتقديره لهم وتسامحه معهم والدفاع عنهم، حتى وإن كانوا على غير دينه، ومن ذلك قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (من ظلم معاهدا أو انتقص حقاً أو كلّفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس منه فأنا خصمه يوم القيامة) (رواه أبو داود). ومنه أيضاً قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من آذى ذمياً فأنا خصمه، ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة»0 رواه جابر بن عبد الله). وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من آذى ذمياً فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله» (رواه الطبراني في الأوسط). ومرت به صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جنازة فقام لها وقام معه أصحابه، وقالوا يا رسول الله إنها جنازة يهودي، فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أو ليست نفساً، إذا رأيتم الجنازة فقوموا»(رواه البخاري).
ويصل تسامح رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إلى أقصى حد في تطبيقاته العملية، وذلك في فتح مكة، عندما دخلها ظافراً منتصراً بعد أن أُخرج منها، فإذا به يفاجئ أعداءه بصورة من التسامح ليس لها مثيل، عندما أحكم قبضته عليهم، وقال لأهل مكة في تعبير عظيم عن قمة التسامح لا يوجد في تاريخ البشرية شبيهاً له: ما تظنون أني فاعل بكم، قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم، فقال لهم: «اذهبوا فأنتم الطلقاء».
وإن من عظمة الإسلام ألا يقف بالتسامح فقط عند حالة السلم والمهادنة؛ بل يجعل من حالة الحرب مجالا خصبا لتطبيق التسامح، وذلك حتى يخفف من ويلاتها، ويقلل من آلامها وآثارها، وتمتلئ كتب السير والتاريخ ومعها كتب الفقه الإسلامي بالنماذج الطيبة التي كان يعامل من خلالها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعداءه وأشد الناس عليه، كما تمتلئ بالمبادئ والقواعد والقيم التي تفيض سماحة ورحمة في معاملة ضحايا الحروب من الجرحى والمرضى والقتلى وغيرهم.
إن الإسلام دين الفطرة، دين الحنيفية السمحة، دين التسامح والمحبة والأخلاق العظيمة. والتسامح خلق الإسلام كدين منذ أن خَلَق الله الأرض ومن عليها، منذ أن بعث الأنبياء والرسل، فكانت رسالة السماء تُسمّى على مر العصور، وفي زمن كل الأنبياء بالحنيفية السمحة كدليل على التسامح والتواصل والمحبة. ثمّ جاء رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حاملاً هذه الرسالة العظيمة المتضمنة لكل معاني القيم الإنسانية والحضارية، وفي طليعة هذه القيم التسامح، وقد جسّد هذا الخُلُق في مفاهيم عملية فحوّلها من مجرد قيمة إلى مفهوم عملي لازم حياته في جميع مراحلها، قبل البعثة وبعدها، في حالات الضعف كما في حالات القوة. لقد دعا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى إشاعة جو التسامح والسلام بين المسلمين، وبينهم وبين غيرهم من الأمم، واعتبر ذلك من مكارم الأخلاق، فكان في تعامله مع المسلمين متسامحاً، حتى قال الله تعالى فيه: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾ (التوبة:128)، وكان مع غير المسلمين ينطلق من هذا المبدأ العظيم ليكرّس قاعدة التواصل والتعاون والتعارف بين الناس، ولتكون العلاقة الطيبة الأساس الذي تُبنى عليه علاقات ومصالح الأمم والشعوب، وحتى مع أعدائه الذين ناصبوه العداء كان متسامحاً إلى حد العفو عن أسراهم واللطف بهم والإحسان إليهم. فها هو أثناء عودته من الطائف، وبعد أن أدموه وأغروا به سفهاءهم وغلمانهم، وبعد أن طردوه من قريتهم، وأساؤوا معاملته، يأتيه ملك الجبال يقول: مُر يا محمد. فيقول رسول الله: «لعلّ الله يخرج من أصلابهم من يعبده وينصر هذا الدين». لقد كان ملك الجبال ينتظر منه إشارة ليطبق عليهم الأخشبين ويغرقهم في ظلمات الأرض فلا ينجو منهم أحد، ولكن الرحمة في قلبه وخُلُق التسامح الذي تربّى عليه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دفعه إلى الاعتذار من ملك الجبال، وقال قولته الشهيرة التي تنمّ عن مسؤولية عظيمة وخُلُق فاضل.
وهكذا فإن التسامح يعد أحد الفضائل الإنسانية التي ترتقي بالنفس البشرية إلى مرتبة سامية تتحلى بالعفو واحترام ثقافة الآخر، وهو ضرورة اجتماعية لما له من أهمية بالغة في حماية النسيج الاجتماعي، لضمان تحقيق السلم الأهلي والأمن المجتمعي، والقضاء على الخلافات والصراعات بين الأفراد والجماعات. ولقد بادرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، لتعتمد في مؤتمرها العام في دورته الثامنة والعشرين في السادس عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) للعام 1995م، إعلان المبادئ بشأن التسامح، وتتخذ السادس عشر من شهر نوفمبر في كل عام يوما عالمياً للتسامح؛ للتأكيد أن لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين وحرية الرأي والتعبير. وأن التربية يجب أن تهدف إلى تنمية التفاهم والتسامح والصداقة بين جميع الشعوب، والجماعات والأفراد.
إن العالم اليوم في أشد الحاجة إلى التسامح الفعال والتعايش الإيجابي بين الناس أكثر من أي وقت مضى، نظراً لأن التقارب بين الثقافات والتفاعل بين الحضارات يزداد يوماً بعد يوم بفضل ثورة المعلومات والاتصالات والثورة التكنولوجية التي أزالت الحواجز الزمانية والمكانية بين الأمم والشعوب.
وإننا في وطننا العربي وكأمة مسلمة، آمنت بربها واهتدت بهدي نبيها، مطالبون أن نعمّم ثقافة التسامح والتواصل، التي تشكّل صمام الأمان لعالم مطمئن ومزدهر ومتقدّم، كما تشكّل الأساس المتين لعلاقات طيبة على مستوى الأفراد والمجتمعات، لذا من واجب الجميع العمل على نشر قيم وفضائل التسامح حتى تصير ثقافة عامة، فنعيش جميعاً في عالم مطمئن متقدم، وفي مجتمع ينعم بالأمن والأمان.